محاولات تركيا للتوصل إلى توافقات تمكنها من مهاجمة عفرين

بعد توسيع هيئة تحرير الشام –النصرة سابقاً- سيطرتها على كامل محافظة إدلب لا سيما معبر باب الهوى الحدود، ومع  تزايد الحديث عن تحركات دولية للتحضير لعملية عسكرية كبيرة ضد “الهيئة”، بدأ التركيزالتركي يتصاعد لتجنب وقوع عمليةعسكرية دولية للهجوم على إدلب.

حيث كشفت صحف مقربة من الحكومة التركية عن مقترح قدمته أنقرة للمعارضة في محاولة لتجنيب المحافظة ويلات عملية عسكرية تـؤدي إلى فتح الباب أمام أزمة إنسانية ضخمة غير مسبوقة على حدودها وتشكل تهديداً لمنطقة درع الفرات، ويشمل المقترح التركي نقطة أساسية تتمثل في الإعلان عن تشكيل إدارة مدنية في المحافظة لا تتبع لأي من الفصائل العسكرية وتكون مرتبطة بالحكومة الانتقالية التابعة للمعارضة، وهي خطوة تهدف بالدرجة الأولى ـ بحسب الصحيفة- إلى سحب الغطاء القانوني الدولي عن العملية التي يجري الإعداد لها.

وأكدت مصادر أن “مسؤولين في هيئة تحرير الشام قد عقدوا جلستي مباحثات مع مندوبين للحكومة المؤقتة، وبحضور وسطاء أتراك لبحث المقترح التركي، ويبدو على الأغلب توصلوا لحل توافقي مع “الهيئة” يُنشئون بموجبه إدارة مدنية تديرها “شركاء النصرة” بدون تدخل “النصرة” في محاولة لرفع صفة الإرهاب عن الإدارة المذكورة”.

يأتي هذا الاقتراح التركي بعد أن طلبت روسيا من الحكومة التركية تأجيل بحث الطلب التركي بمهاجمة إقليم عفرين إلى ما بعد إنهاء ملف إدلب الذي يشكل أولوية كبرى لموسكو، ومن هذا المنطلق تضغط أنقرة باتجاه حل سلمي للأوضاع في إدلب في محاولة لتسريع إمكانية الوصول إلى توافقات تمكنها من مهاجمة عفرين.

الأتراك يعملون على خطين متوازيين الأول يتمثل بالتحضير لعمل عسكري واسع النطاق ولا أدل على ذلك من زيارة رئيس الإركان الإيراني”محمد باقري” والزيارة المرتقبة لرئيس الإركان الروسي “فاليري غيراسيموف”، والخط الثاني يتمثل بالمبادرة المطروحة من قبلهم، وفي حال عدم تكلل هذه المبادرة بالنجاح لن يكون أمام الأتراك إلا اللجوء إلى توافقات مع الأطراف الدولية تتضمن دعمها للعملية العسكرية ضد العناصر المتطرفة بالمحافظة مقابل السماح للجيش التركي بالقيام بعملية عسكرية ضد وحدات الحماية والثورية في عفرين.

ومن جهة أخرى رصدت واشنطن وجود 10 آلاف مقاتل من “تنظيم القاعدة” في إدلب، وتحدثت عن تحركات يجريها “أبو محمد الجولاني”، ورد الولايات المتحدة عليها.

حيث اقترح “الجولاني” على دبلوماسيين غربيين خطة لإرسال مقاتلين تابعين له إلى شرق سوريا من أجل المشاركة في محاربة “تنظيم داعش”، مع محاولة إقناع فصائل معتدلة وشخصيات دينية بالانضمام إلى الإدارة المدنية في إدلب، إلا أن الولايات المتحدة رفضت ذلك، واعتبرت أن ما وصفتها بـ”جبهة النصرة” تخطط للاختباء خلف إدارة مدنية.

 

 

قد يعجبك ايضا