مراقبون.. الحكومة السورية عاجزة عن إيجاد حلول للأزمات وتوجه اتهامات “ملفقة” للإدارة الذاتية

حرب.. دمار.. ضحايا.. وأزمات إنسانية واقتصادية معيشية وسياسية، وغيرها الكثير من التداعيات الكارثية التي خلفتها الحرب في سوريا، مع استهداف جميع مناحي الحياة في كافة المناطق، وخاصة تلك الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث ذروة الأزمات، في ظل سياسة أمنية وعقلية قوموية، أساسها الإقصاء والحكم المركزي.

الحكومة السورية، وفي سياسة ممنهجة تعمدت تشويه الصورة والإنجازات، بدأت مؤخراً عبر وسائل إعلامها بتوجيه اتهامات ملفقة ضد الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، تحملها فيها مسؤولية تردي الأوضاع المعيشية في مناطقها، في خطوة، وصفها مراقبون بالهروب إلى الأمام.. بعد إفلاس دمشق وعجزها عن إيجاد حلول جذرية، بدل حلولها الترقيعية.

الكاتب والباحث السياسي السوري أحمد شيخو، قال في حديث لقناة اليوم، إنّ “هناك أزمة كبيرة في مناطق الحكومة وهي تتهرب من الحلول الصحيحة وتحاول إلقاء اللوم على الإدارة الذاتية”، مشدداً على أنّ “إصرار النظام على الحكم المركزي يؤكد أنه لا يمتلك قرار الحل”.

وخلال سنوات الحرب السورية، شكل نموذج الإدارة الذاتية قلقاً كبيراً للحكومة في دمشق خاصة أنه ينادي باللامركزية ومشاركة كافة المكونات في إدارة البلاد…بلاد تحاول الحكومة المركزية أن تتملص من مسؤوليتها الأخلاقية تجاه شعوبها خاصة فيما يتعلق بتأمين أدنى متطلباتهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على حد سواء.

وبحسب الكاتب السوري أحمد شيخو، فإنّ “أحد أسباب الأزمة السورية واستمرارها تكمن في ذهنية النظام القوموية وإصراره على الحكم المركزي” لافتاً إلى أنّ ” الادعاءات والاتهامات التي تسوقها دمشق للادارة الذاتية غير صحيحة وتعكس خوف دمشق من تطور النموذح الديمقراطي”.

إذا فإن سلوك الحكومة السورية تجاه مشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، ومحاولة تشويه صورته، يكمن بشكل رئيس في مخاوفها من احتمال اعتماد هذا المشروع الديمقراطي، كحل أمثل للأزمة المندلعة من العام ألفين وأحد عشر، سيما وأن أبرز نتائجه كان ضمان السلم الأهلي والتعايش المشترك بين المكونات وحماية سيادة سوريا، من الهجمات الداخلية والخارجية.

رسائل واتهامات حكومية عديدة، ربما تتصاعد في الفترة المقبلة، بشكل أكبر ضد الإدارة الذاتية ومشروعها الديمقراطي، إلا أنّ مراقبون يتوقعون فشل مخططات دمشق وسلطتها الأمنية، التي أذاقت السوريين الأمرين، خلال أكثر من نصف قرن من الزمان، فشتان بين حكم يقيد الحياة، وحكم يفتح أبواب الحرية على مصراعيها.

قد يعجبك ايضا