عام على الحرب في السودان… معاناة مستمرة وحلول غائبة

عامٌ كاملٌ مرَّ على الحرب الطاحنة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، دون أي بوادرَ لانتهائها، ما يشي بإحداثها المزيد من الفوضى والدمار في البلد الذي يعاني أساساً من أزمات إنسانية متراكمة قبل الحرب.

فمنذ الخامس عشر من نيسان أبريل 2023 اندلعت الحرب وتسببت إلى الآن بسقوط الآلاف من الضحايا من طرفي الصراع بالإضافة إلى المدنيين، وإحداث تدمير في البنى التحتية في البلاد وتشريد الملايين ما أدّى إلى خلق أزمةٍ إنسانيةٍ كبيرة.

في أوّل يومين لها اندلعت اشتباكاتٌ بين الجانبين في الخرطوم ومدنٍ أخرى وأعلنت قوات الدعم السريع أنّها سيطرت على مواقعَ إستراتيجيةٍ رئيسية، لكن الجيش نفى ذلك.

وبعد أسبوعها الأول تزايد عدد السكّان الفارين من الخرطوم بسرعة مع تصاعد الضربات الجوية التي نفّذها الجيش والاشتباكات وعمليات النهب هناك، كما أن الدبلوماسيين والوافدين هرعوا إلى المطارات والحدود ومناطق إخلاء أخرى في الأيام والأسابيع التالية.

وما إن تجاوزت الحرب شهرها الأوّل حتى اتّفق طرفا الصراع في محادثاتٍ عُقدت في مدينة جدة السعودية على وقفٍ لإطلاق النار لمدّة سبعة أيّام لكنَّ القتال لم يتوقّف، حيث لم تفلح المفاوضات بوساطةٍ سعوديةٍ وأمريكية في تسوية الصراع.

في تموز يوليو اتّسع نطاق الصراع ليشمل منطقة دارفور غرب البلاد التي تمكّنت فيها قوات الدعم السريع من تحقيق المزيد من المكاسب في الأشهر التالية، كما نفّذت قوات الدعم السريع ومجموعات مسلّحة موالية لها عمليات قتل بدوافعَ عرقية في ولاية غرب دارفور.

الأمم المتحدة حذرت في منتصف كانون الأول ديسمبر الماضي من أنّ الأُسر في مناطقِ الصراع قد تواجه ظروفاً مماثلة للمجاعة، وهو ما أصبح حقيقةً ماثلة في العام 2024؛ إذ يحتاج نحو ثلاثين مليوناً، أي ما يشكّل نحو ثلثي سكّان البلاد، لمساعدات وهو ضعف العدد قبل الحرب.

وفي التاسع عشر من الشهر ذاته انسحب الجيش وسط تقدم قوات الدعم السريع للسيطرة على ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، كما سيطرت بشكلٍ كبير على الخرطوم المجاورة وكل منطقة دارفور تقريباً وأغلب ولاية كردفان بينما يسيطر الجيش على الشمال والشرق بما يشمل الميناء الرئيسي للبلاد على البحر الأحمر.

وفي الثاني عشر من آذار مارس الماضي أعلن الجيش سيطرته على مقر هيئة البث الرسمية في أم درمان المقابلة للخرطوم في إطار أكبر تقدم يحققه على قوات الدعم السريع في أشهر.

في حين وصل القتال في التاسع من الشهر الجاري إلى ولاية القضارف الزراعية التي كانت تنعم قبل ذلك بالهدوء ويحتمي فيها ما يصل إلى نصف مليون نازح.

وتسببت الحرب المحتدمة منذ عام بمقتل أكثر من ثلاثة عشر ألف شخص ونزوح أكثر من ثمانية ملايين وخمسمئة ألف آخرين من منازلهم ممّا أدّى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم واضطرار عائلات للنزوح عدة مرات بينما يكافح الناس للهروب إلى الدول المجاورة التي تعاني من مشاكل اقتصادية وأمنية خاصة بها.

قد يعجبك ايضا