المناطق المحتلة شمال غرب سوريا … معاناة كبيرة وأوضاع معيشية صعبة

بعد اثني عشر عاماً من الحرب في سوريا، يعيش أكثر من تسعين في المئة من سكانها تحت خط الفَقْر، بسبب الدمار الهائل الذي لحق بالبنى التحية وتهجير ملايين السكان داخل وخارج البلاد، في وقتٍ يحتاج أكثر من خمسة عشر مليون شخص إلى مساعدات إنسانية عاجلة بحسب منظماتٍ دولية.

وفي خِضَمِّ هذه الأزمة، وبعد سنواتٍ من الحرب الأهلية في سوريا احتلت تركيا مناطق في شمال غرب البلاد عام ألفين وسبعة عشر، ومنذ ذلك الحين تشهد المنطقة أوضاعاً اقتصادية وأمنية متدهورة للغاية.

ممارسات الاحتلال التركي وفصائله الإرهابية، وسيطرتهم على مفاصل الحياة والخدمات الأساسية، أدت إلى فقدان الطعام والشراب والأدوية والمستلزمات الطبية، وبالتالي انتشار العديد من الأمراض وسوء التغذية، بالإضافة إلى معدلات الوفيات خصوصاً بين الأطفال والنساء، ناهيك عن عمليات الخطف والقتل بحق السكان الأصليين في تلك المناطق.

تدهور الأوضاع المعيشية بعد فرض الاحتلال التركي عملته على شمال البلاد

ما زاد الأمور تعقيداً في أوضاع السكان المعيشية أكثر عندما بدأ الاحتلال التركي بفرض عملته على المناطق الشمالية السورية عام 2020. حيث اكتوى السكان بنار تهاوي العملة التركية، التي تراجعت قيمتها مقابل الدولار الأمريكي بشكل حاد، حيث خسرت العملة التركية أكثر من 60% من قيمتها منذ بداية عام 2021.

تدهور قيمة العملة التركية دفع الأهالي إلى الخروج بتظاهرات واحتجاجات جراء سوء أوضاعهم المعيشية وتدنّي الأجور التي يتقاضونها بالليرة التركية، والتي لا تكفيهم حتى لشراء أبسط احتياجاتهم الأساسية.

الفصائل الإرهابية تستغل الوضع الاقتصادي لتجنيد آلاف الأطفال في صفوفها

واقع لم يسلم منه الأطفال في المناطق المحتلة في شمال وغرب سوريا، فأعوام الحرب وأهوالها التي عايشوها، أجبرت الكثير منهم على حمل السلاح والانخراط في نزاعات إقليمية خدمة لأجندات المحتل التركي، حيث ما زالت ظاهرة تجنيد الأطفال السوريين مستمرة من قبل متزعمي الفصائل الإرهابية.

فحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسف” جند أكثر من 1500 طفل، ضمن صفوف الفصائل الإرهابية بسبب الوضع المعيشي والاقتصادي المتردي للأسر التي تدفع بأولادها للهلاك في سبيل كسب المال والطعام.

ويبقى السؤال الأهم والأبرز إلى متى سيبقى الشعب السوري رهينة للمتاجرات الإقليمية والدولية وخصوصاً النظام التركي الذي يستغل اللاجئين السوريين لابتزاز الدول الغربية، بالإضافة إلى تجنيدهم في معارك إقليمية لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ومتى سيدرك السوريون أن خلاصهم يكون بقرار سوري سوري بعيداً عن أجندات أنظمة إقليمية.

قد يعجبك ايضا