النظام التركي يتنازل ويقبل التفاوض مع قسد بشروط

لا مناص من حل الأمور العالقة مع قوات سوريا الديمقراطية بالتفاوض والحوار، هذا ما خلص إليه النظام التركي مؤخراً، متنازلاً عن فكرة القيام بعمل عسكري شمال وشرقي سوريا.

تنازل النظام التركي ترجمته تصريحات مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي، الذي أبدى استعداداً للحوار مع قسد، وإن غلف ذلك التنازل بلغة تهديدية تحفظ ماء وجه النظام الذي طالما توعّد وهدّد بغزو المنطقة والسيطرة عليها.

وقال أٌقطاي في تصريح خاص لوكالة “سبوتنيك” إن تركيا لن تجري أي حوار “مباشر” مع قوات سوريا الديمقراطية، إلا إذا تخلت الأخيرة عن فكرة إنشاء دولة وانسحبت من المناطق القريبة من الحدود التركية.

لكن الشروط التي حدّدها المستشار التركي للتفاوض، متحققة بالفعل، فقسد ليس في أدبياتها إنشاء دولة بمعزل عن الدولة السورية التي تشدّد دائماً على ضرورة المحافظة على وحدتها وسيادتها.

كما أن الشرط الثاني الذي يريده أقطاي يجري العمل عليه وفقاً لتفاهمات الآلية الأمنية، والتي يبدو أن النظام التركي بات يشعر بالخذلان من قبل الولايات المتحدة، لأنها لم تسمح لتركيا باستغلال التفاهمات بما يخدم مآربها، وهذا ما ظهر من حديث المسؤول التركي، الذي قال إن الولايات المتحدة التي أنفقت مبالغ طائلة على قسد، لم تكن وفيّة لتركيا، لتكون وفية لقسد.

وحول الوساطة الأوربية للحوار بين النظام التركي وقسد، قال أقطاي إن الحوار المباشر بين الطرفين هو خيار الدول الأوربية، لكنه لم يستبعد إمكانية إطلاق حوار وإن كان غير مباشر، بالقول إن الحوار المباشر مع قسد لا يوجد سبب لموافقة تركيا عليه في الوقت الحالي.

أقطاي: تركيا منفتحة للتفاوض ولا تسعى لـ”تدمير” قسد

وبالرغم من أن مستشار الرئيس التركي كان حذراً في إبداء استعداد بلاده “المغلّف” للحوار مع قسد، إلا أنه أكد بلغة مركّبة بين الدبلوماسية والتهديد، أن تركيا لا تسعى لـ”تدمير” قسد، وأنها منفتحة للتفاوض حول مستقبلها وانسحابها من مناطق الآلية الأمنية، مشيراً إلى أنها جزء من المنطقة.

ويرى مراقبون أن صدور هذه التصريحات من مستشار الرئاسة التركية ومستشار رئاسة حزب العدالة والتنمية والمتحدث باسمه، دليل واضح على أن النظام التركي أيقن حتميّة الحوار مع قوات سوريا الديمقراطية، لأن لغة التهديد والعنف ستخلق حرباً مفتوحة تستنزف طاقات الطرفين لسنوات طويلة.

قد يعجبك ايضا