تضييق وخطاب كراهية.. الأمن العام اللبناني يطالب السوريين بإخلاء منازل وأماكن عمل (خاص)

وسط تصاعد حملات التضييق والترحيل ضد اللاجئين السوريين في لبنان وتنامي خطاب الكراهية وتصعيد الأحزاب اللبنانية من حملتها ضدهم ومطالبتها بتنفيذ خطة مستعجلة وحاسمة لإعادتهم إلى بلادهم، يواجه السوريون الهاربون من أزمة مستعصية على الحل في بلادهم، مصيراً مجهولاً حيث تتقاذفهم الدول حسب مصالحها.

مؤخراً أصدر الأمن العام اللبناني قراراً يطالب فيه اللاجئين السوريين بإخلاء المنازل والأماكن التي يشغلونها في مناطق بمحافظة الشمال اللبناني، متذرعاً بأن هؤلاء غير مستوفين لشروط اللجوء أو العمل أو السكن بصورة قانونية، وذلك تنفيذاً لقرارات الحكومة ومجلس الأمن المركزي والمحافظين في مختلف المناطق اللبنانية.

قرارات لبنانية صارمة يواجها اللاجئ السوري، جاءت بالتوازي من إعلان قبرص تعليق طلبات اللجوء المقدمة من السوريين بزعم حماية مصالح البلاد، وذلك بعد مباحثات مع لبنان بشأن أزمة اللاجئين السوريين، كشف في أعقابها رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، عن اتصالات وصفها بالدولية بشأن هذا الملف.

روبيل بحو – نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية بالإدارة الذاتية

وتضمنت المحادثات التي كانت إحدى جولاتها يوم الخميس الماضي خلال زيارة رئيسة المفوضية الأوروبية أرسولا فون دير لاين والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت، تقديم الاتحاد الأوروبي مليار يورو للبنان من أجل المساعدة في استضافة اللاجئين، والعمل على منع انطلاق قوارب الهجرة من سواحله إلى جزيرة قبرص.

بحو: الإدارة الذاتية مستعدة لتفعيل مبادرة استقبال المرحلين من لبنان

جميع هذه الممارسات والانتهاكات التي يواجهها السوريون في دول اللجوء، دفعت بالإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا في الثامن عشر من نيسان/ أبريل عام ألفين وثلاثة وعشرين، لإعلان الاستعداد لاستقبال اللاجئين السوريين المرحلين من لبنان، وأن أبوابها مفتوحةٌ لكل السوريين دون تمييز كواجب إنساني وأخلاقي ووطني.

وقال نائب الرئاسة المشتركة لدائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا، روبيل بحو قال في حديث لليوم، “نحن كدائرة علاقات خارجية بادرنا العام الماضي في مبادرة لاستقبال السوريين الذين نزحوا من مختلف المناطق السورية وإعادتهم إلى مناطقهم، المبادرة كان لها صدى إيجابي لدى مختلف القوى السورية والسوريين في لبنان بدورهم أكدوا على رغبتهم في العودة واستطعنا إعادتهم الذين لم يكن لهم أي إشكالات إن كانت ورقية أو أمنية”.

وبعد عام من إطلاقها تلك المبادرة التي وصفت بـ”الإنسانية”، عادت الإدارة الذاتية لإقليم شمال وشرق سوريا لتؤكد من جديد، أنها مستعدة لتفعيل مبادرتها واستقبال اللاجئين السوريين المرحلين من لبنان، بدعم دولي ومساندة من قبل المؤسسات المعنية بحقوق الإنسان.

وأكد بحو على “مبادرة الإدارة الذاتية التي قامت بها ورغبتنا في تفعيلها، في الوقت الراهن لا يوجد لدينا مبادرة جديدة، هذه المبادرة بحاجة إلى دعم دولي وقرارات حازمة من الأمم المتحدة ومساندة من قبل المؤسسات المعنية بإعطاء ضمانات للراغبين في العودة من لبنان إلى مناطق الإدارة الذاتية، يجب أن يكون هناك تنسيق قوي لضمان العودة الآمنة عبر مناطق النظام إلى مناطقنا”.

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” قد أفادت بتقرير لها في نيسان/ أبريل الماضي، أن السلطات اللبنانية، احتجزت خلال الأشهر الأخيرة لاجئين سوريين بشكل تعسفي وعذبتهم وأعادتهم قسراً إلى سوريا، وأن المسؤولين اللبنانيين فرضوا لسنوات ممارسات تمييزية ضد السوريين كوسيلة لإجبارهم على العودة إلى بلادهم التي ما زالت غير آمنة، مطالبة الحكومات التي تقدم التمويل للجيش والأمن اللبناني بالضغط عليهما لإنهاء عمليات الترحيل غير القانونية والانتهاكات الأخرى لحقوق السوريين.