تركيا.. عودة العلاقات الطبيعية مع إسرائيل بعد سنوات من المتاجرة بقضية فلسطين

استغلالُ المواقف وافتعال الأزمات والمتاجرة بالمشاعر، أسلحةٌ درجَ النظام التركي على استخدامها لمصالحه الخاصة، إلا أن أوراق التوتِ بدأت تتساقط لتكشف للجميع حقيقته ونواياه، فمن كان لا يترك مناسبةً إلا ويستغلها للإيحاء، بأن فلسطين قضيته، كجزءٍ من حروبه الكلامية، قرّر اليومَ إعادة علاقاته الطبيعية كاملةً مع إسرائيل.

فها هو وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو يقول إن كلاً من تركيا وإسرائيل ستعيد تعيين سفيرٍ لدى الأخرى، الأمرُ الذي رسم إشارات استفهامٍ عريضة.

تقاربُ أنقرة وتل أبيب جاءَ بحسب محلّلين، لأسبابٍ عدّة، بينها تحسينُ واقعها الاقتصادي المتردّي بعد تردّي قيمة العملة المحلية، وارتفاعٍ في نسبِ التضخم لأرقامٍ تاريخية، وهو ما أشار إليه بيانٌ لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في أن تطوير العلاقات سيسهم في توسيع العلاقات الاقتصادية والتجارية.

السطر الأول في صفحة إنهاء مسرحية العلاقات المتوترة مع إسرائيل كتبه رئيس النظام التركي رجب أردوغان بنفسه في تشرين الثاني نوفمبر من عام ألفين وواحد وعشرين حين تحدث هاتفياً إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك، نفتالي بينيت.

ثم توالت السطور وأهمُها زيارة وزير خارجية النظام التركي مولود جاويش أوغلو إلى تل أبيب في أيار مايو الماضي ولقائه نظيرَه الإسرائيلي حينها يائير لابيد إلى أن انتهت هذه المسرحية بالإعلان عن عودة العلاقات الطبيعية الكاملة.

وبحسب محللين فإن الواقع الإقليمي الجديدَ في الشرق الأوسط والعزلة السياسية التي تعاني منها أنقرة، تُعتبر كذلك، أحد أهم أسباب التقارب التركي الإسرائيلي، خاصةً بعد تشكّل تحالفٍ ناشئ بين تل أبيب وعددٍ من الدول العربية، على رأسها الإماراتُ ومصر، الأمر الذي يفسر استدارة أنقرة نحو من كانت تدّعي خصومته بالأمس القريب، وتحقيق المكاسب اللازمة.

أما حديثه عن التضامن مع الشعب الفلسطيني والسوري والليبي وغيره.. فبات لا يجدي نفعاً، ففي سوريا وحدها كانت أنقرة لاعباً أساسياً في تعميق الأزمة وإطالة أمد النزاع، ما ترتب على ذلك مقتل نصف مليون شخصٍ وتشريد الملايين واليومَ تتحدث عن المصالحة مع دمشق.

وفي سياساتٍ مماثلة كان أبرز المحرّضين على التصعيد العسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين، فيما لا يزال التناحر السياسي في ليبيا شاهداً على تدخلاته، أما المرتزقة التابعين له فتلك حكايةٌ أخرى ترويها الأزمة المستمرة ليس في ليبيا فحسب وإنما في أرمينيا واليمن ومناطقَ أخرى حول العالم.

قد يعجبك ايضا