المرصد السوري لليوم: نحذر من تغيير ديمغرافي في مناطق الحكومة أو جنديرس

أكثر من أسبوعين مضيا على الزلزال المدمر الذي ضرب شمال غربي سوريا، ولا تزال أرقام الضحايا التي تقترب من السبعة آلاف قتيل في تزايد مستمر، في ظل تضاؤل فرص العثور على ناجين تحت الأنقاض، ولاسيما في ناحية جنديرس بمنطقة عفرين المحتلة .

هذا الزلزال ورغم ما خلفه من خسائر بشرية ومادية كبيرة للشعب السوري المنكوب أساساً، يواصل أطراف الصراع المتمثلة بالحكومة السورية والفصائل الإرهابية التابعة للاحتلال التركي، استغلال الفرص لتحقيق أجنداتها، غير آبهة بمعاناة السوريين.

وفيما يبدو فإنّ هذه الكارثة الإنسانية باتت اليوم محل استغلال من طرفي الصراع السوري، فبالنسبة لدمشق يحاول الرئيس السوري بشار الأسد التغطية على انتهاكات القوات الحكومية المرتكبة بحق السوريين خلال الحرب، فيما تسعى الفصائل الإرهابية التابعة لأنقرة لإظهار نفسها بمظهر المسؤول عن الشمال السوري.

وبين هذا وذاك تريد هيئة تحرير الشام الإرهابية الذراع السوري لتنظيم القاعدة “جبهة النصرة سابقاً” الترويج لنفسها بالديمقراطية، بحسب ما يراه المرصد السوري لحقوق الإنسان.

رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري قال في مداخلة مع اليوم، إنّ “الأسد والجولاني وما يسمى عبد الرحمن مصطفى رئيس الحكومة المؤقتة، جميعهم يستغلون الكارثة الإنسانية التي حلت بالشعب السوري كل منهم يريد الاستفادة بحسب طريقته”.

وأضاف عبد الرحمن أنّ ” الجولاني يُرّوج له بالإعلام الغربي على أنه ديمقراطي مع الأسف، وبشار الأسد يستفيد من الكارثة الإنسانية ويريد أن يروج لنفسه أنه إنساني وهو ديكتاتور وقاتل ومجرم، عبد الرحمن مصطفى، رجل حقان فيدان والمخابرات التركية، يروج لنفسه على أساس أنه مسؤول عن المنطقة المنكوبة في جنديرس، وهو يحتل تلك المنطقة ومقره في كفر جنة هو مقر مغتصب”.

المرصد السوري حذر عبر شاشة اليوم، من أنّ عملية تغيير ديمغرافي تحت إعادة إعمار المناطق المنكوبة من الزلزال، سوف تجري سواء في مناطق الحكومة السورية، التي تسعى إيران فيها إلى كسب الحاضنة الشعبية عبر ضخ المساعدات للمتضررين، أو في جنديرس بريف عفرين المحتلة، حيث يحاول قادة في الفصائل الإرهابية حجب جرائمهم بحق السكان الأصليين بذريعة العمل الإنساني بعد الزلزال.

المنظمة الحقوقية استبعدت فك العزلة الدولية عن دمشق بعد الزلزال، في الوقت الحالي، على الأقل من ناحية الدول الغربية، لكنها أكدت أنّ الدول العربية تريد الوصول إلى حل في سوريا، للحد من نفوذ إيران هناك، ولعل التصريحات السعودية الأخيرة، أمام مؤتمر ميونخ للأمن في ألمانيا، خير دليل على ذلك.

وبحسب عبد الرحمن، فإنّ “تخفيف العقوبات سيبقى في إطار المساعدات الإغاثية أقله في الوقت الراهن بالنسبة للدول الغربية، و الدول العربية تريد الوصول إلى حل في سوريا لأنه دون الحل ستبقى إيران مترسخة في سوريا بشكل كبير جداً”.

مدير المرصد الحقوقي أضاف، “شاهدنا دور الحشد الشعبي، الذي كان له دور كبير في إدخال مئات الشاحنات إلى المناطق السورية، في إطار محاولة إيران كسب حاضنة شعبية داخل الأراضي السورية، ولكن في المقابل شاهدنا في شمال غرب سوريا على سبيل المثال شخص مثل أبو عمشة وقائد فرقة الحمزات وفيلق الشام وغيرهم، يظهرون وكأنهم حمام سلام بينما هم قتلة أبناء الشعب السوري في هذه المنطقة المنكوبة.. الضحية ستبقى أبناء الشعب السوري”.

وتابع محذراً “عملية تغيير ديمغرافي تحت إعادة إعمار المناطق المنكوبة من الزلزال سوف تجري سواء في مناطق النظام أو جنديرس”.

وسبق لمنظمات حقوقية سورية أنّ حذرت ولا تزال من مخطط تركي، تقوده فصائل إرهابية تابعة لأنقرة، لتغيير ديمغرافية الشمال السوري عبر تصعيد الهجمات على مختلف المناطق هناك لترهيب السكان، ودفعهم للهجرة، إضافة لتكثيف الجرائم والانتهاكات بحق السكان الأصليين في المناطق المحتلة، لإفراغ المنطقة بشكل تام، فيما تواصل أنقرة الإشراف على إنشاء المستوطنات في تلك المناطق، في وقت زادت إيران من نفوذها في مناطق سيطرة الحكومة السورية، بحسب تقارير حقوقية.

قد يعجبك ايضا