الانتخابات التركية…. جولة حاسمة تحدد مصير المئوية الثانية للجمهورية

تركيا أمام استفتاء حاسم بين مصيرين، إما الاستمرار في نهج الإقصاء والتهميش السياسي لصالح نظام حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب أردوغان، والابتعاد أكثر عن عمق تركيا العلمانية وروابط القيم الأوروبية والغربية، أو استعادة ما يمكن من ديمقراطية تقليدية تعزز هذه القيم، وذلك خلال هذه الجولة من الانتخابات الرئاسية، التي ستنتهي بفوز أحد المرشحين المتنافسين، أردوغان ورئيس حزب الشعب الجمهوري المعارض كمال كليجدار أوغلو.

أكثر من أربعة وستين مليون ناخب يحق لهم التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات، لكن تعويل كل من المرشحين ينصب على أصوات نحو ثمانية ملايين ناخب لم يصوتوا في الجولة الأولى من الانتخابات، التي لم يتمكن فيها الطرفان من تحقيق نسبة واحد وخمسين بالمئة المطلوبة لحسم السباق الرئاسي في الجولة الأولى، حيث حصل أردوغان على نحو تسعة وأربعين فاصلة خمسة بالمئة، فيما حصل كليجدار أوغلو على نحو خمسة وأربعين في المئة من الأصوات.

أما زعيمي تحالف الأجداد القومي المتشدد سنان أوغان وأوميت أوزداغ، فقد اختار كل منهما الوقوف في معسكر مخالف للآخر، حيث أعلن أوغان دعم رئيس النظام رجب أردوغان، بينما فضّل أوزداغ دعم مرشح تحالف الأمة المعارض كمال كليجدار أوغلو، وهما اختياران قد يكون لهما تأثير حتى على مزاج الداعمين للطرفين المتنافسين سابقاً بحسب مراقبين، قالوا إن دعم سنان أوغان لأردوغان أدى لتراجع شريحة واسعة من أنصار الأخير عن دعمه.

وفي هذه الجولة أيضاً اختار حزب الشعوب الديمقراطي الذي سيخوض الانتخابات باسم حزب الخضر اليساري، البقاء على موقفه من التصويت لمرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، فصانع الملوك كما بات يعرف داخلياً وخارجياً أعلن منذ البداية أنه لا يعول على وعود أي من المرشحين لتحديد موقفه من هذه الانتخابات، وإنما لا يريد استمرار هيمنة أردوغان وحزبه العدالة والتنمية على البلاد، واستمرار نهجهم المعادي للديمقراطية وحقوق الإنسان.

ولم يقدم أي من أردوغان وكليجدار أوغلو مشروعاً انتخابياً واضحاً يمكن أن يعود بالنفع على المواطنين الذين يعيشون أسوأ أوضاعهم المعيشية والاقتصادية والأمنية أيضاً، في ظل استمرار حملات القمع والاعتقالات وتكميم أفواه المعارضين والصحفيين، وتفاقم الأزمة المعيشية والاقتصادية مع انهيار الليرة التركية التي وصلت أدنى مستو لها قبل ساعات من بدء هذه الجولة من الانتخابات، فيما بات التضخم في أعلى مستوياته منذ أربع وعشرين عاماً، بينما انصب اهتمام المتنافسين على استعراض أيهما أكثر قدرة على استثمار العداء للاجئين السوريين والكرد، كأساس لحملته الانتخابية.

قد يعجبك ايضا