أحوال تركيا: خصمكم في سوريا ليس الأسد بل روسيا وإيران انظروا أمامكم وتعقّلوا

الكاتب: جعفر صولغون

 

سُمع الخبر في وقت المساء من يوم 27 فبراير، وقبل أن يُدلي محافظ هطاي ببيان قال فيه “لدينا تسعة شهداء في إدلب”. وفي الساعات التي تلت بيانه هذا “لدينا تسعة شهداء”، تم تقييد الوصول إلى الإنترنت، وصار من المستحيل الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي.
في الساعات التي تزامنت مع هذا التصريح، وتم فيها تقييد الوصول إلى الإنترنت، أعلنت وسائل إعلام “المركز/السلطة” خبر الأرقام التي أعلنتها وزارة الدفاع الوطني: “قُتل الكثير من “جنود النظام” (مهما كان معنى ذلك؟)، تم تدمير الكثير من “مواقع النظام”…
انعكس هذا على الرأي العام بشكل مباشر على أن “عدد القتلى أكثر من ذلك بكثير، أي إنهم يخفون الحقيقة”. وفي الواقع بدأت تتضارب الأقاويل حول حقيقة الأرقام المرعبة، وأشرقت شمس الأخبار الشريرة مجهولة المصدر.
من خلال الصراخ والصياح، من خلال الردع، وقمع النقد، والتعتيم عليه إنما تتفاقم آلام الناس، ويزداد قلقهم وانزعاجهم، وتعتقدون أن مسؤوليتكم تجاه البلد الذي تحكمونه هي مشكلتكم “الشخصية”؛ وأنتم بذلك ترتكبون جريمة…
إن السؤال الذي يبحث عن إجابة له بسيط للغاية، وما تقولونه “إجابة” على هذا السؤال ليس بسيطًا ومفهومًا مثل هذا السؤال: حرب ماذا تلك التي تدور في إدلب؟ ماذا يفعل الجيش التركي مع العصابات المسماة “الإرهابية، و”الجهادية” هناك؟ هل مشكلتكم هي منع موجة جديدة من “اللاجئين”، أو الإطاحة بالأسد؟
هذه الأسئلة، بالطبع، تثير أسئلة أخرى عديدة، ولكن السؤال البارز هو: حرب ماذا التي تُديرونها بإصرار وعناد وباستمرار في إدلب؟
إنها ديماغوجية رخيصة للغاية أن يُوصف من يقولون “لا للحرب” بأنهم “موالون للأسد”. لا للحرب؛ لأن هذه الحرب ليس ولن يكون لها رابح في المستقبل المرئي، ولن تكون كذلك.
انتهوا، حتى لا تمتلئ “هضبة الشهداء” بمزيد من أجساد أبناء الأسر الأكثر فقرًا…
إنه لأمر مؤسف، وإنها لخطيئة. فالقضية هي الإنسان…

قد يعجبك ايضا