لبنان: استدعاء السفير التركي احتجاجاً على “خروج بلاده عن أصول الدبلوماسية”

ما يزال تعلّق النظام التركي بأوهام السلطنة العثمانية البائدة، هاجساً يربك علاقات تركيا مع دول العالم، ويحول دون التزامها بالأعراف الدبلوماسية في معظم الأحيان، ما يشكل عثرة أمام أي ودّ بينها وبين تلك الدول.

فنظام رجب طيب أردوغان الحالم باستعادة مجد السلطنة البائد، يوشك أن يخلق أزمة دبلوماسية جديد- ومع لبنان هذه المرة، بسبب بيان لخارجية النظام اعتبرته الحكومة اللبنانية خروجاً تركيا عن الأصول الدبلوماسية.

البيان الذي أصدرته خارجية النظام التركي في الأول من الشهر الجاري، حمل إشارات تكذيب للرئيس اللبناني ميشال عون، التي أشار فيها إلى عنف مارسته الدولة العثمانية ضد اللبنانيين.

وجاء في البيان التركي أن تصريحات الرئيس اللبناني بينت وفق أحكام مسبقة لا أساس لها من الصحة.

وعليه فقد أعلنت وزراة الخارجية اللبنانية في بيان أوردته الوكالة اللبنانية للإعلام، استدعاء السفير التركي في بيروت، هاكان تشاكل، احتجاجاً على بيان خارجية أنقرة الذي قالت إنه تضمن تعابير ولغة لا تتطابق مع الأصول الدبلوماسية والعلاقات الودية بين البلدين.

وأوضحت الخارجية اللبنانية أنها طلبت استيضاحاً حول البيان التركي، وتصحيحاً واضحاً لما وصفته بخطأ الجانب التركي، تجنباً لسوء الفهم ومنعاً للإضرار بالعلاقات بين تركيا ولبنان.

لكن مراقبين للشأن التركي، يرون بأن النظام التركي ومنذ وصول حزب العدالة والتنمية إلى الحكم في تركيا، يولي أهمية لاجترار ما يعتبره مجداً للسلطنة العثمانية، أكثر من اهتمامه بدفئ المسارات الدبلوماسية مع دول المنطقة والعالم، ما يعني حسب رأيهم أن العدالة والتنمية سيمضي في هذا النهج.

قد يعجبك ايضا