في أول تحد للحكومة السودانية الجديدة..احتجاجات على الأوضاع المعيشية
إضرام النار في عدد من المتاجر ورشق قوات الشرطة وإحراق إحدى سيارتها، قابله إطلاق قوات الأمن الغاز المسيل للدموع على المحتجين، هكذا بدا المشهد في نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، بعد يوم واحد من إعلان رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك، تشكيل حكومته الجديدة التي ضمت قادة حركات مسلحة سابقة كوزير المالية جبريل إبراهيم.
المحتجون هتفوا “لا للغلاء ولا للجوع” تعبيراً عن الحال، الذي وصل إليه الوضع الاقتصادي السوداني، في ظل ارتفاع معدلات التضخم، ونقصٍ في العملات الأجنبية وانتشار السوق السوداء لبيع وشراء العملات، مما يضع تحديات كبيرة أمام الحكومة.
لم يكن إقليم دارفور وحيداً في هذه الاحتجاجات الغاضبة، بل كان هناك مشهد آخر في بورتسودان الميناء الرئيس للبلاد على البحر الأحمر، حيث خرجت تظاهرات طلابية متفرقة في أنحاء المدينة، ما أدى إلى تعطيل الدراسة.
وشهدت بعض الشوارع الرئيسية إشعالا لإطارات السيارات، لكن شرارة الاحتجاجات في بورتسودان كانت بسبب إضراب أصحاب المخابز عن العمل للمطالبة بزيادة أسعار الخبز.
هذه الاحتجاجات تأتي امتداداً لأخرى اندلعت في الأسابيع الماضية؛ بسبب تدهور الأوضاع المعيشية في العاصمة الخرطوم ومدينة القضارف شرقي البلاد، حيث جرت عمليات نهب وسرقة.
تعتبر هذه الاحتجاجات والمطالبات نقطة اختبار وتحدٍّ للحكومة الجديدة، خاصة بعد ضمها لقادة من الحركات المسلحة السابقة، كوزير المالية الذي وعد بأنه سيقضي على ظاهرة طوابير الخبز والمحروقات وتوفير الدواء، لتبقى شكوك المواطن السوداني بقدرة هذه الحكومة على تلبية احتياجاته في ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة.