جولة الصحافة من قناة اليوم  

عفرين: كردستان الفقيدة وسوريا المفيدة

 

تناولت صحيفة العرب اللندنية مقالاً للكاتب أمين بن مسعود، عن العصبية القومية التركية  التي كثيرا ما تستثار تحت مقولات “الأمة التركية المهددة” من قبل الحلم الكردي.

 ينطلق المقال من تأكيد تركيا على مدى نصف قرن من الصراع، أن عدوها الاستراتيجي والهيكلي الوحيد كامن في الوجود الكردي على مدى الجغرافيات المتاخمة لشرق الأناضول وأن صراعها الوجودي متمثل مع الحلم الكردي في بناء الدولة ونيل الاستقلال.

كسرت تركيا في مكاسرتها لأكرادها ولأكراد الجيران كل المحاذير والمحظورات، فضحّت بالعضوية الموعودة في النادي الأوروبي والتي كثيرا ما كانت مربوطة بنيل الأكراد باعتبارهم جماعة هوياتية للحقوق الثقافية واللغوية والسياسية، كما ضربت بالقانون الدولي وبمبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول عرض الحائط في مرتين على الأقل، الأولى في كردستان العراق حيث تقيم قواعد عسكرية واقتصادية كبرى، والثانية في الشمال السوري حيث تتوغل قواتها في عمق الشمال السوري وتحتل المدن تلو الأخرى وليس آخرها مدينة عفرين.

العصبية القومية التركية الجامعة لمعظم الألوان السياسية كثيرا ما تستثار تحت مقولات “الأمة التركية المهددة” من قبل الحلم الكردي الساعي إلى قضم الجغرافية الجنوبية الشرقية للبلاد.

وكثيرا أيضا ما تتمّ الاستعانة بهذا العنوان والشعار لصناعة “وحدة وطنية” من أجل تسويغ حملة عسكرية على أرض الجيران بلا ضوء أخضر منهم وبلا قرار دولي.

هكذا دخلت القوات التركية الشمال الشامي( السوري) مستقدمة عشرات الآلاف من عناصر الجيش السوري الحر الذين جندتهم أنقرة لإسقاط دمشق والدولة السورية، فإذ بها تجيرهم لإسقاط عفرين ومشروع الدويلة الكردية.

لم يتعلم أكراد سوريا الدرس من أكراد العراق، فأحلام الدولة لا تتحقق بأوهام الوعود الأميركية، والتوافق القومي التركي الإيراني على إجهاض أي مشروع للاستقلال الإداري والمؤسساتي يكاد يكون تحالفا استراتيجيا يتجاوز كل اختلافات السياسة بين أنقرة وطهران.

وبمجرد دخول الدبابات التركية مشارف عفرين غادرت واشنطن مشهدية الصراع وحلبة النزاع تاركة “الجمل الكردي” بما يحمل من وعود الدولة الموؤودة. وكما خسر أكراد العراق الاستقلال بشكل جوهري، يخسر أكراد سوريا الحكم الذاتي بشكل استراتيجي.

لم يعد السؤال ماذا يريد المتحاربون، بل ما الذي لا يريدونه؟ فأميركا لا تريد سوريا موحدة وحصانها القوات الكردية، والأتراك لا يريدون دولة كردية ويراهنون على الجيش الحر وباقي الفصائل من أنصاف الإرهابيين

خاضت تركيا ضد أكراد الشرق الأوسط، الحروب الرمزية قبل الحروب المباشرة. شغلت قوتها الناعمة ممثلة في المسلسلات والأفلام التي نترجمها عربيا دون تدقيق في المضامين لصناعة سرديات “المظلومية” الوطنية تشويشا على الذاكرة الكردية الجماعية ومن يدعمها.

الأكثر من ذلك أنها وفي خضم الحرب على عفرين، رفضت أي زعامة كردية جديدة لأكراد سوريا، فلاحقت القيادي صالح مسلم بين لبنان والتشيك وكادت أن تقبض عليه في أقاصي الجغرافيات الأوروبية الباردة.

هي الحرب القذرة التي تريد حسمها تركيا بقوة في كافة الشمال السوري، دون أن تستولد زعامات كردية أو تستنبت ذكريات جماعية يخشاها الغزاة. في المقابل تقف دمشق حيال عفرين في خانة الرافض شكلا والمتحالف مع الزمن العسكري حقيقة، ذلك أن جولات الصراع الكردي التركي لا تزال عديدة ومحطات الاستنزاف التركي في مستنقع الصيغة السورية من حزب العمال كثيرة للغاية، إضافة إلى أنّ تقاطعا تركيّا سوريّا هو بالتأكيد تكتيكي ومرحلي في ما يخصّ رفض مشروع الإدارة الذاتية في كردستان الشام (سوريا).

فيما تنظر موسكو وطهران إلى الدخول التركي إلى عفرين كشرارة حقيقية لإشكال معقد ومركب بين حلف الناتو من جهة، وأنقرة من جهة ثانية، وكلما ازداد البون اتساعا على وقع التوسع التركي كلما انعكس صداه في بنى الحلف الأطلسي، وهو ما تنتظر موسكو خاصة خراجه الاستراتيجي سواء في مستوى التعاون العسكري الثنائي، أو في مستوى تخفيف الخناق الصاروخي الأطلسي من خلال الدرع الصاروخي على التخوم الروسية.

وفيما يعتبر النظام السوري أن الحرب لا تخاض ضمن جغرافيات “سوريا المفيدة”، تؤكّد موسكو أن الصراع في عفرين جزء أصيل من “جغرافيات روسيا العتيدة”، لا فقط لأنّ الصراع اليوم يقوم بين حلفاء واشنطن السابقين واللاحقين، بل لأن تداعياته ستمس من جغرافيات التوسع الأطلسي في منطقة الشرق الأوسط وغرب آسيا.

تؤكد المصادر من واشنطن أن نهر الفرات سيرسم الحدود العملية بين القوات التركية والأميركية في الشمال السوري ولو مؤقتا، فيما تشير الأنباء من دمشق أن النظام ومعه إيران وميليشياتها لن يلتفت إلى إدلب وعفرين ومنبج وباقي الشمال، إلا عقب حسم المعركة في الغوطة الشرقية ومخيم اليرموك ودرعا، وهي الجغرافيات الرخوة للنظام، فيما ستتمركز القوات الروسية في الساحل السوري وصولا إلى دمشق وضواحيها.

ضمن هذه المشهدية، لم يعد السؤال ماذا يريد المتحاربون، بل ما الذي لا يريدونه؟ فأميركا لا تريد سوريا موحدة وحصانها القوات الكردية، والأتراك لا يريدون دولة كردية ويراهنون على الجيش الحر وباقي الفصائل من أنصاف الإرهابيين، وروسيا وإيران لا تريدان سقوطا للنظام ولا وجودا عسكريا لأميركا وتراهنان على جيشيهما وجيوش من الميليشيات الطائفية، وإسرائيل لا تريد وجودا عسكريا لحزب الله وإيران على “حدودها” الشمالية وتدفع بـ”جيش لحد جديد” هناك على أن يكون متدينا وملتحيا هذه المرة، ودمشق لا تريد تفكيك “سوريا المفيدة” وتراهن هنا على قواتها وحلفائها وحلفاء حلفائها.

جراح بريطاني يتهم روسيا

 

نشرت صحيفة “التايمز” البريطانية، مقالاً لكاثرين فيليب بعنوان “قرصنة قادت طائرات عسكرية روسية إلى ضرب مستشفى في سوريا”.

وتقول كاتبة المقال إن طبيباً بريطانياً يتهم روسيا بارتكاب جرائم حرب بعد إقدامها على قرصنة حاسوبه واستخدام المعلومات لضرب مستشفى في سوريا.

ونقلت عن الطبيب ديفيد نوت الذي كان يقدم توجيهات وخدمات طبية عبر خدمة السكايب لمستشفى في حلب في أيلول /سبتمبر عام 2016 عندما تمت قرصنة حاسوبه ثم وقع قصف للمستشفى بالقنابل في أعقاب ذلك.

وتقول فيليب إن الخبراء أكدوا أن روسيا الوحيدة القادرة على قصف موقع المستشفى الذي كان يتواصل معه نوت.

وختمت كاتبة المقال بالقول إن “نوت يرفض تقديم أي مساعدة لغرف العمليات في سوريا عبر السكايب بعد قصف المستشفى في حلب خوفاُ من تعرض الأطباء السوريين وعائلاتهم والمرضى لخطر استهدافهم من الطائرات الروسية”.

قد يعجبك ايضا