النظام الإيراني يتغلغل داخل سوريا ويهدد طبيعتها الديمغرافية

رغم الهدوء النسبيّ الذي تعيشه بعض مناطق سيطرة الحكومة السوريّة، إلّا أنّ الحربَ فعلياً لم تضعْ أوزارَها، بل تقنّعَت بوجهٍ آخرَ يتمثّلُ بسحبِ الفصائل التابعة للنظام الإيراني البِساطَ العقاريّ من تحتِ سكان دمشقَ وحمصَ ودير الزور ومناطق أخرى على امتداد الجغرافيا السورية.

مصادر محلّية حذّرت من خطورة تصاعد الاستحواذ العقاري الإيراني في تلك المناطق عبر القوّة الشرائيّة للمزيد من الأراضي والمساكن لتغيير الوجهِ الديمغرافي والسكّاني هناك، وما له من عواقب على البِنى الاجتماعيّة السكّانية والاقتصاديّة للبلاد.

ففي دير الزور، يواصل العديد من تجّارها المرتبطين بشكل مباشر بما يسمى “لواء العباس” العراقيّ التابع للنظام الإيراني، شراء العقارات من السكان في عموم مناطق الغوطة الشرقية، عبر سماسرةٍ مُعيّنين

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن القِطَاعُ الجنوبي من الغوطة الشرقيّة، كان له النصيب الأكبر من عمليات الشراء مؤخّراً، حيث تم شراء مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية والمنازل والمطاعم والمتنزّهات التي تضرّرت بفعل العمليّات العسكرية خلال السنوات الأخيرة.

ولعلّ الأخطر من ذلك كلّه، المساعي الجارية إلى السيطرة على مساكن وعقارات الذين غادروا البلاد نتيجة ظروف الحرب، فقد أفاد المرصد السوري أن مفاوضات تجري بين تجار وسطاء، وأصحاب المكاتب العقارية، لشراء أبنية سُويّت بالأرض تعود ملكيتها لأشخاص غالبيّتُهم خارج البلاد.

ويؤكد مراقبون أن أطماع الاحتلال التركي ومخططاته التوسعية في سوريا، والتغييرُ الديمغرافي الذي ترعاه قوات الحكومة السورية، والمتمثِّلُ بالتّمدُّدِ الإيراني في هذا البلد، هو من أهمّ الملفات التي شَغَلَتِ السوريّين خلال السّنوات الأخيرة.

قد يعجبك ايضا