الأزمة المعيشية تتفاقم في حواضن الحكومة السورية والرواتب عاجزة

 

“يا وطن تحت ترابك وباسمك جوعونا”.. “يا لصوص حتى رغيف الخبز ما سلم منكم”، تلك كانت شعارات متظاهرين من سكان مدينة قمحانة بمحافظة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة السورية، والتي تعتبر من أكثر الحواضن ولاءً للحكومة, قبل أن يضيق سكّانها ذرعاً كغيرهم في تلك المناطق، بالأوضاع المعيشية المتردية، والأزمات المتراكمة من الخبز إلى الماء فالمحروقات والكهرباء.

أزمات يقول المتظاهرون إن القصد من ورائها تجويعهم وإذلالهم، وصرفهم للانشغال بها عمّا سواها، من خلل وفوضى وفسادٍ، عرّابوه مسؤولو الحكومة والمتنفذون لديها والمقربون منها، وعناصر قواتها وأقرباؤهم، فطوابير المصطفّين للحصول على بضعة أرغفة من الخبز في حمص وحماة ودمشق، لا تقلُّ عن طوابير أمثالهم ممن ينتظرون الظفر بأسطوانة غاز في حلب واللاذقية وطرطوس، أو بضعة لترات من مادة المازوت لتدفئة أطفالهم أو تسيير مركباتهم، التي صاروا يحملونها إلى محطات الوقود بدلاً من أن تحملهم لقضاء حوائجهم.

أوضاع معيشية متفاقمة وشحٌّ التهم معظم الموادّ الأساسية، وألهبَ أسعار ما توافر منها، وعملةٌ منهارة أمام مثيلاتها الأجنبية، ورواتبُ موظفي الحكومة السورية حجرٌ أمام جبل تلك المعضلات، لكنّ حتى ذلك الحجر لا يصل كاملاً، فاستقطاع حصّة الأفرع الأمنية من رواتب الموظفين بات عُرفاً، رغم أن رواتب خمسة موظفين حكوميين كما يقول أصحابها، لا تساوي أدنى راتب لموظف بمناطق الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

نكسات تحاول الحكومة تبريرها متذرّعة بخروج المناطق النفطية والزراعية شمال شرقي سوريا عن سيطرتها، متجاهلة سياسة اليد الممدودة والدعوات للحوار السوري السوري، التي تنادي بها الإدارة الذاتية ومجلس سوريا الديمقراطية، في وقت تعمل دمشق على تأزيم الوضع بين الطرفين لا حلحلته، وإبقاء حتّى الموالين لها من الخاضعين لسيطرتها تحت سياط الفقر والأزمات.

قد يعجبك ايضا