ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في لبنان واستخدام قنابل المولوتوف

المشهد اللبناني يزداد قتامة مع تمديد فرض الإقفال العام، واستمرار الاحتجاجات الشعبية لليوم الثالث على التوالي، مصحوباً بقطع الطرق في طرابلس شمالي لبنان، إلا أن المتظاهرين رفعوا وتيرة احتجاجاتهم بإلقاء مواد حارقة على سور السراي الحديدي والاشجار الملاصقة للسور وأشعلوا النيران فيها، إضافة الى رشق مبنى السراي بالحجارة وقنابل المولوتوف بشكلٍ كثيف.

هذا الشعب الذي فضّل أن ينزل إلى الشوارع متحدياً قرار تمديد الإقفال العام، ولسان حالهم يقول ربما لا تصيبهم عدوى كورونا، ولكن البقاء في المنازل في ظل تحكّم الطبقة السياسية بحياتهم مصيره الموت جوعاً، دون أدنى شك.

ولليوم الثالث توالياً تشهد مدينة طرابلس احتجاجات وقطع للطرق؛ بسبب ما وصل إليه حال المواطن من فقر مدقع، وعدم تقديم حكومة تصريف الأعمال أي مساعدات تعينهم في فترة الإقفال العام، ما أدى إلى مواجهاتٍ مع قوى الامن والجيش أسفرت عن إصابات من الطرفين.

المسؤولون في ما تبقّى من أشلاء الدولة التي ذهبت هيبتها أمام مواطنيها، وعدم ثقتهم بالمسؤولين الذين جلّ همهم الصراعات والأنانية التحزبيّة، والتمسك بالسلطة غير آبهين بالركن الأساسي لمقومات الدولة وهو الشعب، يحاولونَ تصوير ما يحدث على أنه تحرك مسيّس.

فكالعادة يحاول المسؤولون أن يلصقوا طابع التسيس وراء هكذا احتجاجات، وتصوير ما يحدث أنها أعمال شغب وتخريب لمؤسسات الدولة وأملاك المواطنين، فرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب قال، إن ما جرى خلال اليومينِ الماضيين، لا يشبه مطالب الناس، ولا يعبّر عن معاناتهم، بل هو محاولة خطف مطالب الناس واستخدامها في معارك سياسية.

حديث دياب جاء مطابقاً لتغريدة سعد الحريري المُكلّف بتشكيل حكومة جديدة على تويتر، أنه قد تكون وراء التحركات في طرابلس جهات تريد توجيه رسائل سياسية، وقد يكون هناك من يستغل وجع الناس والضائقة المعيشية، ولا مبرر للاعتداءات على الأملاك العامة والخاصة بحجة الاعتراض على قرار الإقفال العام.

فأي سيناريو ينتظر بلداً كلبنان فيه الشارع يغلي والتحركات الشعبية بازدياد، وفيما المراوحة الحكومية على حالها، ويقول سياسيوها ومحللوها إن رئيس الدولة هو المعطل لأي محاولة لتشكيل حكومة جديدة، من غير أن نتجاهل تحاصص الأحزاب والتكتلات مقاعدها في أي حكومة مقبلة، منتظرين الفرج من الغرب بأن يشكل حكومة لهم، والمواطن يقلع شوكه بيده.

قد يعجبك ايضا