أزمة الخبز في لبنان تعزز موجة الرفض لبقاء اللاجئين السوريين

وسط استفحال الأزمتَين الماليةِ والاقتصاديّة في لبنان، برزت إلى السطح ملامح أزمةٍ جديدة، من بين الأزمات المتعدِّدة في الغذاء والمحروقات والدواء وفرص العمل، أعادت التوتّرَ مرّةً أخرى بين اللبنانيين واللاجئين السوريين.

الأزمة الجديدة هي أزمة الخبز الذي بات اللبنانيون يصطفون في طوابيرَ طويلةٍ أمام الأفران للحصول عليه، في ظل ندرة مادة الطحين، بسبب استمرار الحكومة بدعم الطحين لصناعة الخبز، مع تراجع الاحتياطي بالدولار لدى مصرف لبنان المركزي، والذي أدّى بدوره لتقنين فتح اعتماداتٍ مالية للبواخر القادمة من الخارج، في موازاة نشاط عمليات التهريب والسوق السوداء.

هذه الأزمة يرى كثيرٌ من اللبنانيين أنّ للاجئين السوريين دوراً في تفاقمها، فبحسب حديثٍ سابق لوزير الاقتصاد اللبناني، فإنّ 400 ألف ربطة خبز تذهب يومياً للاجئين السوريين، وأن 75 في المئة من الذين يصطفون في الطوابير أمام الأفران هم من اللاجئين، ما خلق توتراً بين السوريين واللبنانيين، كما بين اللبنانيين أنفسِهم.

المشرفة العامّة على خطّة لبنان للاستجابة للأزمة علا بطرس، قالت في حديثٍ لصحيفة الشرق الأوسط، إنّ انفجار مرفأ بيروت أثر على مخزون القمح الاستراتيجي للبنان، وجاءت الأزمة الأوكرانية لتفاقم أزمات قطاع الأمن الغذائي نتيجة الندرة في الحصول على الطحين، وضمنها الخبز الذي يعتبر القوت اليومي لكافة السكان ولا سيما اللاجئين، مشيرة إلى تسجيل بعض حالات المتاجرة بالخبز من قبل السوريين، ما اعتُبر بمثابة صراعٍ على لقمة العيش.

وإلى جانب الخبز يحمِّل اللبنانيون اللاجئينَ السوريين المسؤوليةَ عن تفاقم أزمات الطاقة والوظائف والخدمات، وسط جوٍّ عامٍّ من الرفض لبقاء اللاجئين، عزّزته التصريحات الرسمية التي تهدد بالحزم في التعامل مع اللاجئين السوريين وصولاً إلى طردهم من لبنان، في حال لم يتعاون المجتمع الدولي مع خطّة إعادتهم تدريجياً إلى بلادهم.

قد يعجبك ايضا