أردوغان يهدد بضرب قوات النظام السوري في أي مكان

رغمَ البردِ القارس الذي أرعش أجسادَ آلافِ النازحِينَ هرباً من المعارك، فإنّ محافظةَ إدلب السورية على صفيحٍ ساخن، توشك مقامراتُ رئيسِ النظامِ التركي رجب طيب أردوغان وحركاته الاستعراضية لترميمِ سياساتِهِ المتعثِّرة أن ترفع سخونةَ إدلبَ لدرجةِ الغليان.

فخلالَ كلمتِهِ أمامَ كتلة حزبه البرلمانية، هدَّد أردوغان بضربِ قوّات النظام السوري في أيِّ مكان، إذا ما أصيب أيُّ جنديٍّ للاحتلال التركي شمال غربي سوريا، وقال رئيس النظام التركي إن بلادَهُ عازمةٌ على إبعادِ القوّاتِ السورية خلفَ مواقعِ المراقبةِ التركية في إدلب مع نهاية فبراير الجاري.

أردوغان قال أيضاً إنّ تركيا ستفعل كلَّ ما يلزم ضدّ الجيش السوري، بما في ذلك استخدام الوسائل البرية والجوية، مضيفاً أنّ “القوّات المدعومة من تركيا قد احتشدت لإخراج الجيش السوري من إدلب.

تهديداتُ أردوغان ومحاولاتُهُ ترقيع سياساتِهِ داخل تركيا وخارجها عبر تحريك الأوراق السورية، لا تجد قبولاً في الداخل التركي من قبل أطراف كثيرة، والتي حاول التلويح لها بفزّاعة الأمن القومي المُهدَّد، بزعم أن عمليته العسكرية المرتقبة بإدلب، ترمي إلى زرع الاستقرار بالمنطقة، وجعل الأناضول آمنةً من التهديدات ومستقرّةً لسنوات”.

تلك التهديدات تأتي بالتزامن مع وصول المزيد من التعزيزات العسكرية لجيش الاحتلال التركي إلى الأراضي السورية، إمّا استعداداً للعملية العسكرية التي يريدها أردوغان، أو للضغط على روسيا ودمشق من أجل الحصول على صفقةٍ جديدة، تعوِّض ما فشلت الفصائل المسلّحة التابعة له في تحقيقه، خاصّةً مع هزائمها المتلاحقة أمام تقدُّم قوات النظام وحلفائها، بحسب مراقبين.

لكن ذلك قد يقود إلى صدام مباشر مع روسيا، لا ترغب معظم دول حلف الناتو في الانخراط به لصالح بهلوانيات أردوغان، وإن كانت الولايات المتحدة قد أوحت بشكلٍ غيرِ مباشر، بأنّها تميل إلى جانب تركيا في المخاطرة الأخيرة.

قد يعجبك ايضا