وكالة فرنسية: سباق روسي أمريكي لتعزير القدرات العسكرية في المتوسط

في مشهدٍ يُظهر أن الحرب في أوكرانيا قد غيَّرت قواعد اللعبة الدولية، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أنّ روسيا عزَّزت قدراتِها العسكرية في شرق البحر المتوسط الذي يُعد قاعدةً خلفية للبحر الأسود، ومنطقةَ نزاعٍ بالتزامن مع سباقٍ أميركيٍّ مماثل.

ونقلتِ الوكالة عن ضابطٍ مسؤولٍ عن الاتصالات الإقليمية للجيش الفرنسي في المتوسط قولَه، إنّ هناك قرابةَ عشرين سفينة روسية في البحر المتوسط حالياً، مؤكداً أنّ موسكو ضاعفت قدراتها العسكرية مرتَين أو حتى ثلاث مرات في المنطقة.

وأضافت الوكالة أن عودة القوة الروسية إلى شرق المتوسط بدأت تدريجياً منذ اندلاع النزاع في سوريا عندما باشرت موسكو نشر سفنٍ في ميناء طرطوس السوري.

ويرى الضابط الفرنسي أن الجديد هو الزحف الروسي في شمال كريت وفي شبه جزيرة بلبونس غرب اليونان، بالإضافة إلى شمال بحر إيجه قرب البحر الأسود، وأن السفن الروسية متمركزة لرصد نشاط قوات حلف ناتو.

لكن محللين يرون أن انتشار الأسطول الروسي في المنطقة، والذي بدأ قبل الهجوم على أوكرانيا، يمكن استغلاله لإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوكرانيا وإطلاق صواريخ كروز من السفن لدعم العمليات البرية.

ويشير هؤلاء إلى أن الوجود الروسي في هذه المنطقة توسّع بعد التدخل في سوريا نهاية ألفين وخمسة عشر، حيث تمكنت موسكو لاحقاً من بناء قواعدَ عسكريةٍ في البحر المتوسط، ووضعت نفسها في قلب الحراك الدولي في منطقة عبور استراتيجية.

في المقابل تعمل القوات الأميركية، التي خفضت حضورها في المتوسط لمدة عشر سنوات، هي الأخرى على تغيير التكتيكات، والعودة بقوة غير مسبوقة، بحسب الوكالة الفرنسية.

ويعتبر البحر المتوسط منطقة استراتيجية لأن خمسة وستين في المئة من إمدادات الطاقة للاتحاد الأوروبي وثلاثين في المئة من التجارة العالمية تمرُّ عبره.

قد يعجبك ايضا