وعود أردوغان الانتخابية بين حسابات الحقل والبيدر

بعد أيام قليلة من كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب تركيا فجر السادس من شباط/ فبراير الماضي، بدأت وعود رئيس النظام التركي رجب أردوغان تتهاطل كمطر الشتاء القارس، الذي كان يعيشه كل من نجا من الكارثة، لكن لم ينجُ من آثارها.

وعود أردوغان بإزالة ركام المباني المتهدمة فوراً، والبدء بعمليات بناء آلاف الوحدات السكنية، ذهبت أدراج الرياح، إذ كانت وعوده هذه كسابقاتها من الوعود التي لا ترى طريق النور، فبعد أكثر من تسعة أشهر من كارثة الزلزال ما زالت عملية إزالة الركام مستمرة، لكن ببطء شديد.

الشتاء يدق الأبواب، وما زال الآلاف بلا مأوى في إحدى عشر ولاية في تركيا، ما زالوا ينتظرون المنازل التي وعودا بها، ضمن خطة أرودغان للفوز بالانتخابات العامة التي جرت في أيار/ مايو الفائت.

صحيح أن عدد الولايات المتضررة من الزلزال هو إحدى عشرة ولاية، لكن المتضررين من سياسة أردوغان الاقتصادية هم أكثر من ثمانين مليون شخص يحملون الجنسية التركية، فنسب التضخم المرتفعة، إلى جانب تعنت أرودغان وضعا البلاد في “خبر كان” اقتصادياً.

هنا لجأ أرودغان إلى حله السحري الذي ينخدع به الأتراك، وهو الوعود، فقبل الانتخابات التي أدت إلى فوزه بمنصب الرئاسة، أطلق أرودغان جملة من الوعود، منها على سبيل الذكر لا الحصر، تحسين دخل الفرد مقارنة مع الأسعار، التي ارتفعت عدة أضعاف خلال العامين الأخيرين من حكمه لتركيا.

وباللغة نفسها يخاطب أردوغان وحزبه المواطنين مجدداً، فمع اقتراب الانتخابات البلدية، يفتح جعبته ليرى ما بداخلها من وعود غير مستهلكة، ليطلقها في خطاباته التي كثرت في الآونة الأخيرة، كخطة رئيسية للفوز بالبلديات الكبرى، التي خسرها في الانتخابات الماضية.

الشعارات والوعود لغة يتقنها أردوغان، فهو الذي وعد بتحسين الاقتصاد التركي المتردي، وهو كذلك وعد بإعادة البريق للعملة المحلية، ووعد بإيواء متضرري الزلزال، لكن هيهات، فحسابات حقل أرودغان، يبدو أنها لم توافق حسابات بيدر الواقع.

قد يعجبك ايضا