واشنطن وطهران.. تصعيد متبادل وانسداد أفق التفاوض

المناكفاتُ والشد والجذب باتا الصبغة الطاغية على ما يصدر من تحركاتٍ وتصحرياتٍ لكلٍّ من إيران وأميركا على خلفية التصعيد الحاصل بين الطرفين في منطقة الشرق الأوسط.
لكن ما يبقي على الوضع متماسكاً حتى اللحظة، هو إدراك الطرفين لما يترتب من تداعياتٍ كارثيةٍ إذا ما انزلقت الأمور نحو المواجهة العسكرية المباشرة.
ما يبقي الآمال معقودةً على اتخاذ واشنطن وطهران من الدبلوماسية مسلكاً يفضي إلى أسلم السيناريوهات التي تنتظر المنطقة التي تعاني أساساً من إضراباتٍ غير مسبوقة على مستوى العديد من دولها.
إلا أن قرار الرجوع إلى طاولة المفاوضات على ما يبدو لا زال بعيداً بالنظر إلى المعطيات الراهنة، الأمر الذي استوجب تأكيداتٍ صدرت عن كلٍّ من الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الإيراني حسن روحاني.
حيث صرّح روحاني لوكالة إرنا الإيرانية في ساعةٍ متأخرة من ليل الإثنين، بأن قرار الرجوع إلى مربع التفاوض مجدداً لم ينضج بعد، نظراً لأن الوضع اليوم غير مواتٍ لإجراء محادثات وخيارنا هو المقاومة، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الإيراني أكد مع بدايات التصعيد الأخير، بأن بلاده تواجه حرباً غير مسبوقة، ربما تكون أصعب من الحرب مع العراق في ثمانينات القرن الماضي، داعياً لتوحيد الصف سياسياً داخل إيران لتجاوز هذه الظروف الصعبة.
أما الموقف الأميركي الأحدث من إحياء عملية التفاوض، فعبّر عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب عبر تصريحاتٍ له الإثنين، بأن بلاده لم تسعَ لإجراء حوار مع إيران، مضيفاً بأنه يتعيّن على طهران إذا أرادت التفاوض القيام بالخطوة الأولى.
وأضاف ترامب في حديث للصحفيين أثناء مغادرته البيت الأبيض لحضور فعالية في بنسلفانيا أنه لا يزال مستعدا لإجراء محادثات مع إيران “عندما يكونون مستعدين”.

قد يعجبك ايضا