واشنطن تكذّب ادعاءات أنقرة بشأن هجوم محتمل على الشمال السوري

لا حدود للتلفيق والتضليل وتزييف الحقائق في الإعلام التركي، الذي أخضعه أردوغان بكليته لسلطته المطلقة، ووضعه في خدمته أجنداته وسياساته المبنية هي الأخرى على خداع وتضليل المواطنين الأتراك.

آخر ما جادت به قريحة القائمين على وسائل الإعلام التركية، هو تلفيق خبر مفاده أن أنقرة تبحث مع الولايات المتحدة وروسيا هجوماً محتملاً على شمال شرقي سوريا. الهجوم الذي تضع تركيا جميع ثقلها السياسي والدبلوماسي والعسكري والإعلامي بغية الحصول على الضوء الأخضر لشنه.

لم تنتظر واشنطن طويلاً لدحض هذا التلفيق. تكذيب الخبر جاء على لسان مسؤول أمريكي، أكد أن لا صحة البتّة لما تروج له وسائل الإعلام التركية، بشأن هجوم محتمل لتركيا على شمال شرقي سوريا.

المسؤول الأمريكي لم يكتفِ بردّ التلفيق على أصحابه، بل أعاد ما كررته واشنطن مراراً من أنها لا ترى أيّ مبررات لمخاوف أنقرة الأمنية التي تتذرع بها لكسب شرعية زائفة وشنّ هجوم على شمال شرقي سوريا.

على العكس تماماً مما روّج له الإعلام التركي، فواشنطن وحسب المسؤول عينه، أجرت محادثات مع حلفائها الأوروبيين، بشأن إقامة منطقة آمنة في الشمال السوري، وأن المشاورات لا تزال مستمرة بشأن هذه المنطقة.

المنطقة الآمنة تنظر إليها دولٌ عديدة في التحالف الدولي كضرورة حيوية للحؤول دون عودة تنظيم داعش الإرهابي، لما ستؤمنه من حماية لحلفائها في قوات سوريا الديمقراطية، وبالتالي تمكينه من مواصلة التصدي لخطر داعش في المرحلة التالية للقضاء على التنظيم عسكرياً وجغرافياً.

وحدها تركيا التي لها أهداف مغايرة من إقامة هذه المنطقة، فهي ترى أن إقامة منطقة آمنة تحت سيطرتها، سيطلق يدها للعبث بالشمال السوري كما يحلو لها. أما الآن وبعد تيقّنها من استحالة تحقيق ذلك، لم يبقَ أمامها سوى تلفيق الأخبار والأكاذيب، فكان أن أطلقت العنان لوسائل إعلامها المتمرّسة جيداً في هذه الصناعة.

قد يعجبك ايضا