هيومن رايتس ووتش: تركيا ترتكب جرائم حرب في شمال سوريا

مرة أخرى تؤكد منظمة هيومن رايتس ووتش، أن الاحتلال التركي والفصائل الإرهابية التابعة له، يمارسون جرائم حرب عبر استهداف المدنيين على سد تشرين، ما يستوجب محاسبة فورية على ارتكاب تلك الجرائم.

رايتس ووتش قالت إن غارة جوية تركية استهدفت في الثامن عشر من كانون الثاني يناير الحالي استهدفت سيارة تابعة للهلال الأحمر الكردي كانت تقل فتاة مصابة بقصف مسيرة تركية في اليوم نفسه على سد تشرين، مشيرة بأن الهجمات التركية يومها أسفرت عن فقدان ستة مدنيين لحياتهم، بينهم فنان كردي معروف هو جمعة خليل إبراهيم “بافي طيار”، بالإضافة إلى إصابة ستة عشر آخرين.

المنظمة الحقوقية أضافت بأن الفصائل التابعة لتركيا نشرت فيديو مصور وهي تستهدف بطائرة مسيرة متظاهرين مدنيين تجمعوا حول سد تشرين، مشيرة أن الاحتلال التركي شن خلال الشهر الحالي أربع هجمات على الأقل استهدفت متظاهرين على السد ما أدى لفقدان عشرين مدني لحياتهم وإصابة مئة وعشرين آخرين، وذلك مخاوف كبيرة من انهيار السد وما يترتب على ذلك من نتائج تبدو كارثية.

من جانبها، صرّحت هبة زيادين، الباحثة الأولى في شؤون الشرق الأوسط لدى هيومن رايتس ووتش، بأن تركيا والفصائل التابعة لها أظهرت نمطًا ممنهجًا ومقلقًا من الهجمات غير القانونية ضد المدنيين، بل إن هذه الجهات تتباهى بهذه الجرائم. وأكدت أن استهداف سيارة إسعاف تقل جرحى يعد جريمة حرب تتطلب محاسبة المسؤولين عنها.

ووفقا للقانون الإنساني الدولي، فإنه يتطلب من الأطراف المتحاربة انتشال الجرحى والمرضى ورعايتهم. وتتمتع سيارات الإسعاف، كما المستشفيات، بحماية خاصة، ولا يجوز استهدافها كما أن الهياكل، مثل السدود، هي أيضا أعيان محمية و ينبغي التعامل مع السدود والمنشآت المماثلة “بعناية خاصة” في النزاعات.

وبحسب رايتس ووتش فإن سد تشرين توقف عن العمل منذ العاشر من كانون الأول ديسمبر الماضي نتيجة تضرره خلال الهجمات التركية، ما حرم قرابة 413 ألف شخص من المياه والكهرباء في منطقتي منبج وكوباني شمال سوريا.

كما تطرقت منظمة هيومن رايتس ووتش إلى ممارسات تركيا والفصائل التابعة لها في عموم المناطق المحتلة، وقالت إن لدى تركيا وفصائلها سجل حقوقي مزر، حيث اختطفت واعتقلت واحتجزت أشخاصا بينهم أطفال وارتكبت العنف الجنسي والتعذيب وشاركت في النهب، وسرقة الأراضي والمساكن، والابتزاز بدون محاسبة تُذكر.