شهر ونصف مر على مجازر الساحل السوري، لكن التفاصيل الدقيقة لتلك الأحداث الدامية، لم يكشف النقاب عنها بعد، من قبل الجهات المعنية في الحكومة السورية الانتقالية، التي مدّدت مهلةَ لجنةٍ شكلتها للتحقيق فيما جرى، قبل أكثر من شهر.
هذا في سوريا، أما صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فقد كشفت في تقريرٍ حصري لها، عن تفاصيلَ ما جرى خلال ذلك الشهر الأليم، إذ أكدت رئيسةُ مكتب الصحيفة في سوريا “كريستينا غولدباوم” أن مرتكبي تلك الانتهاكات قتلوا المدنيين بدافعٍ طائفي.
تقول جولدباوم، إنه مع إطلاق دمشق تعزيزاتٍ عسكرية إلى المنطقة بهدف التصدي لمسلحين موالين للنظام السوري السابق، استغلت جماعاتٌ مسلحة تلك الحالة، ودخلت المنطقة بدافعٍ آخر غير الحفاظ الأمن، وهو الانتقام لمجازر ارتكبها نظام بشار الأسد في السنوات الماضية.
وتكوّنت تلك الجماعات بحسب الصحيفة من فصائلَ سنية مُتشدّدة، وأخرى من “جهاديين”، إضافة إلى عناصرَ من هيئة تحرير الشام، وقامت باقتحام منازل المدنيين والبدء بسلسلة الإعدامات.
الصحفية الأمريكية، كشفت هذه التفاصيل بعد نحو شهرٍ من زيارة مراسليها إلى مدينة بانياس، التابعة لمحافظة طرطوس على الساحل السوري… تلك المدينة التي شهدت العديدَ من الإعدامات الميدانية. واستندت نيويورك تايمز في تقريرها على مسؤولٍ بالحكومة السورية، وشهادات سكان، معتبرة أن التفاصيل الجديدة تكشف عن مدى ضعف سيطرة رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، على الجماعات والفصائل المسلحة الذين انضموا إلى جيشه وحكومته.
وشهد الساحل السوري في السادس من شهر آذار/مارس الفائت، مجازرَ طائفية كبيرة، استمرت عدة أيام وراح ضحيتَها نحو ألف وسبعمئة مدني جلّهم من الطائفة العلوية، بحسب تقارير منظمات حقوقية. وأثارت هذه المجازر ردود فعل منددة داخل سوريا وخارجها.