من بين آلاف الحالات الإنسانية التي خلفها الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا في السادس من شباط/ فبراير الجاري، انتشرت عدة حالات لناجين من الكارثة، لا سيما في مناطق شمال غربي سوريا التي شهدت سقوط آلاف الضحايا جراء الزلزال.
أم كنعان، سيدة سورية من مدينة جبلة كانت واحدة من هذه الحالات، حيث نجت هي وأطفالها الثلاثة من الزلزال بأعجوبة، رغم أنها تسكن في الطابق الرابع في إحدى أحياء المدينة الواقعة غربي البلاد.
الأم السورية قالت لوسائل إعلام محلية، إنّها عندما شعرت بأول هزة أرضية من الزلزال أيقظت أطفالها الثلاثة ونقلتهم إلى خزانة صغيرة في غرفة نومها إلى جانب حقيبة ذكرياتهم التي تضم مجموعة من الصور والوثائق العائلية، مشيرةً إلى أن الخزانة لا يزيد عرضها على متر واحد وأنهم استخدموا الوسائد لحماية أنفسهم داخلها أثناء انهيار المبنى.
وأضافت السيدة السورية أنها وبعد انهيار المبنى ظلت مصدومة لساعات ولم تتمكن هي وأطفالها من الحركة أو إنقاذ أنفسهم، لافتةً إلى أنّ ما وصفتها بالقدرة الإلهية، هي من جعلتها تترك هذه المساحة الصغيرة داخل خزانتها خاوية.
وأوضحت، أنها وأطفالها ظلوا محاصرين تحت الأنقاض لساعات، قبل أن تصل فرق الإنقاذ وتزيل حطام المبنى المنهار من فوقهم دون أن تفقد أي أحد من أفراد عائلتها.
وبعد مرور نحو عشرة أيام على كارثة الزلزال، لا تزال عمليات البحث والإنقاذ في كل من تركيا وسوريا مستمرة على أمل العثور على ناجين تحت الأنقاض، رغم تضاؤل الآمال بشكل كبير.