نتنياهو: التعاون مع الدول العربية وصل إلى “مرحلة غير مسبوقة” في تاريخ إسرائيل

خلال حفلٍ تقليدي سنوي باقتراب رأس السنة اليهودية، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صراحة، الأربعاء، عن تنامي وتحسُّن علاقات إسرائيل بدول عربية وأن التعاون معها وصل إلى “مرحلة غير مسبوقة” في تاريخ إسرائيل، ولكنه لم يبلغ مرحلة “الظهور علناً بعد”، على حد تعبيره.

لم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن علاقات إسرائيل بدول عربية، لكن هذه المرة يتفاخر بهذا التطور النوعي الذي لم تشهده أي حقبة سابقة في تاريخ كيانه، حيث أكد “أن تلك العلاقات تجري بمختلف المستويات في قنوات سرية وهو ما يسهم في انفراج العلاقات العربية الإسرائيلية بمعزل عن علاقاتها المتأزّمة والمتوترة مع الفلسطينيين قيادة وشعباً”.

وقال نتنياهو: “أود ذكر كتلة دول أخرى في سياق دخول إسرائيل إلى ساحات جديدة، ألا وهي كتلة الدول العربية، فالذي يحدث بالفعل معها أمر لم يسبق حدوثه في تاريخنا حتى عندما كنا نبرم الاتفاقيات، وبالرغم من عدم بلوغ التعاون بشتى الطرق والمستويات مرحلة الظهور علناً بعد، إلا أن الأمور الحاصلة بصورة غير معلنة أوسع نطاقاً إلى حد كبير من أي حقبة مضت على تاريخ دولة إسرائيل”.

وأوضح أن “الفرضية السائدة سابقاً تقضي بأن التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين، سيفتح أبواب العالم أمامنا، ومع أن ذلك سيساعد بدون شك، فإن أبواب العالم قابلة على الانفتاح بدون ذلك أيضاً، ولكنه لا يقلل من أهمية دراسة المسارات والعملية السياسية والتطبيع”.

وأضاف: “الذي يحدث أمامنا يعد تغييراً كبيراً يحدث رغم حقيقة أن الفلسطينيين وللأسف الشديد لم يعدِّلوا بعد من شروطهم للتوصل إلى تسويةٍ سياسية، مع أنها غير مقبولة بالنسبة لقسمٍ كبير من الجمهور، ورغم ذلك يحدث تغيير، يعود إلى كوننا ننمي قوتين تأتيان معاً بقوى ثالثة. أي نقوم في إطار سياسة محددة بتنمية القوة الاقتصادية-التكنولوجية التي تسمح بتنمية القوة العسكرية-الاستخباراتية الإسرائيلية وهذا الدمج يمنح قوة سياسية مما يشكل مفهوماً جديداً”.

ويسعى نتنياهو بين الحين والآخر إلى زعم أن تل أبيب تسعى إلى إقامة علاقات طبيعية مع الدول العربية والإسلامية، وأن الاحتلال يسعى إلى السلام.

ويبدو أن ما أعلنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في زيارته للعاصمة السعودية الرياض أواخر شهر مايو أيار الماضي عن تطور العلاقات العربية الإسرائيلية في المستقبل القريب كان مفتاحاً لإبراز هذا التقدم في العلاقات في الوقت الحالي. هذا التطور دفع القائمين على السياسة الخارجية الإسرائيلية إلى استغلاله في إعادة فتح قنوات أو تعزيز مسارها مع دول إفريقية وآسيوية وأميركية.

والجدير بالذكر، أن نتنياهو يحاول من خلال هذه السياسة الهروب من قضايا فساد داخلية تلاحقه شخصياً إلى الخارج واستغلال هذه العلاقات في بناء أحلاف قوية تقف إلى جانبه، وتعزيز روايته حول خطورة إيران وأحلافها في المنطقة تجاه إسرائيل.

قد يعجبك ايضا