نازحون في شمال غرب سوريا يشعرون بالغضب والإحباط من تركيا
الجدار الحدودي التركي، السيء السمعة لدى السوريين، والذي يبعد بضع مئات الأمتار عن نازحين سوريين، يعتقدون أنه يتيح قدراً من الحماية للآلاف منهم، إذ أنه من النادر أن تحدث ضربات جوية بهذا القرب من تركيا. لكنه يمنع أيضاً أي فرصة في الهروب من الصراع والانضمام إلى ملايين اللاجئين في الخارج.
وبالقرب من هذه الجدار، يعيش لاجئون سوريون في خيام هرباً من قصف القوات الروسية وقوات النظام السوري في شمال غرب البلاد، ويشعرون بالغضب والإحباط لأن تركيا لم تبذل جهداً لحمايتهم من القنابل، أو تسمح لهم بعبور الحدود هربا من بطش النظام.
الخمسيني، أبو عبدالله، واحد من ألوف السوريين الذين يعيشون في خيام بيضاء منتشرة حول بساتين الزيتون المليئة بالحجارة وبعضها لا يبعد سوى 50 متراً عن الحدود.
الهجمات الأخيرة في شمال غرب سوريا آخر معقل رئيسي للفصائل المسلحة، دفعت حوالي 180 ألف شخص للنزوح بحسب الأمم المتحدة، وأدت إلى سقوط عشرات القتلى. كما أصابت قذائف النظام السوري موقع مراقبة للنظام التركي، والذي زعم أنه أنشأه مع اثني عشر موقعاً آخر لدعم المنطقة العازلة.
وعلى الحدود، انتشر غضب النازحين، لغياب أي تحرك تركي رداً على الهجوم الأخير ودعوا تركيا إلى فتح حدودها للسماح للناس بالهرب.
الأمم المتحدة تقول إن الضربات الجوية أصابت 18 منشأة صحية وعشرات المدارس. وقالت هيئة إنقاذ الطفولة إن 38 طفلاً على الأقل سقطوا قتلى منذ بداية الشهر الماضي.
وفي بداية الأزمة فتحت تركيا حدودها على المصراعين، داعية السوريين للهجرة عن أرضهم، لكن الشعب السوري تيقن فيما بعد أن تركيا خذلتهم ولم تف بوعودها، ليس هذا فحسب بل أغلقت بحسب منظمة “هيومن رايتس ووتش” فعليا حدودها في وجه طالبي اللجوء السوريين منذ نوفمبر عام 2015.
مطالب هؤلاء اللاجئين، تعيد إلى ذاكرة السوريين، كيف أن النظام التركي استقبل على الحدود الكثير من أبناء جلدتهم بالرصاص الحي، حيث بلغ عدد القتلى بحسب مركز توثيق الانتهاكات 430 لاجئاً على الحدود منذ بداية الحرب، بينهم 78 طفلاً، و 52 امرأة، كما وارتفع عدد الإصابات بطلق ناري أو اعتداء إلى 442 شخصاً.