موقع نورديك مونيتور: صفقة أردوغان والبشير في مهب الريح
أردوغان الذي استثمر، مع حليفته قطر، أموالاً طائلة في السودان، أُصيب بخيبة أمل وهو يرى أن الاتفاقية السرّية التي عقدها مع الرئيس المخلوع عمر حسن البشير أصبحت مكشوفة أمام الحكومة الانتقالية.
أردوغان الذي يشك في الثورة السودانية ضد حليفه البشير منذ البداية، ويعتبرها مؤامرة على النظام الإخواني السابق، الذي وصل إلى الحكم في انقلاب عسكري، عبر بوضوح عن أسفه من عزل البشير، خلال مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم في 26 نيسان الماضي.
ولو ألغي الاتفاقية ستكون أكبر ضربة لرئيس النظام التركي، رجب طيب أردوغان، الذي كان حليفاً مقرباً للبشير، ومؤيده الرئيسي أمير قطر، اللذين اعتبرا التعاون العسكري والاستخباراتي مع السودان في عهد النظام السابق ركيزة أساسية.
ومعلوم أن نشاطات الاتفاقية معظمها سرية وقد وقعها آنذاك الفريق محمد أمين البمان، وهو رئيس وحدة التخطيط والسياسات العامة بهيئة الأركان التركية، والفريق مجذوب رحمة البدوي، وهو رئيس الإدارة العامة للعلاقات الدولية بوزارة الدفاع السودانية.
الحكومة الانتقالية أعلنت أنها ستلتزم بجميع الاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق التي وقعها السودان، إلا أن الطريقة التي ستتعامل الحكومة الانتقالية بها مع الاتفاقيات السارية مع تركيا بقيادة أردوغان لا تزال غير واضحة.
مسألة جزيرة سواكن – التي منحت تركيا حق استخدامها خلال زيارة أردوغان – هي القضية الأكثر أهمية، كما ستقدم مؤشراً على الطريقة التي تعتزم الحكومة الانتقالية من خلالها مواصلة علاقاتها مع تركيا.
ورغم عدم نشر تفاصيل الاتفاقية علناً، إلا أن مروجي الدعاية التابعين لأردوغان روجوا لفكرة بناء قاعدة عسكرية تركية في سواكن، الأمر الذي أثار غضباً شديداً في مصر والخليج بسبب النوايا التركية.