من “الباسل” إلى “الأناضول”.. مصادرة لإرادة الشعب السوري بأشكال مختلفة

في مشهد يعكس حجم التحولات المعقدة التي تعيشها سوريا، أثار قرار تغيير اسم منشأة “الباسل الرياضية” في مدينة حلب شمال سوريا إلى “منشأة الأناضول الرياضية” موجة من الجدل والاستياء في الأوساط المحلية، وسط اتهامات متجددة لأنقرة باتباع سياسة ممنهجة لـ”تتريك” مناطق سورية.

اسم “الباسل”، الذي ارتبط لفترة طويلة بالمنشآت المرتبطة بعائلة الأسد، كان يعكس رمزية لنظام بعينه، لكن حذفه لم يأتِ ضمن عملية وطنية شاملة تهدف لإعادة صياغة الذاكرة السورية أو إعادة الاعتبار لمفاهيم جديدة، بل جاء ليُستبدل باسم “الأناضول”، وهو اسم ذو دلائل ثقافية وجغرافية تركية خالصة.

الاسم الجديد ليس مجرد تغيير إداري عابر، بل يحمل في طياته أبعاداً أعمق تمس الهوية والانتماء والسيادة، وهو ما يعيد فتح النقاش عن حجم تأثير تركيا المتنامي في الشمال السوري.

التغيير جاء في وقت تتصاعد المخاوف من محاولات طمس الهوية السورية في بعض المناطق، ووفقاً لمنتقدين، فإن حذف اسم “الباسل” من على واجهة المنشأة لا يبرر بأي شكل استبداله باسم “الأناضول” الذي يرتبط بشكل مباشر بتركيا، ولا يمت بصلة للثقافة أو الجغرافيا السورية.

التسمية الجديدة تمثل رمزاً للتغلغل التركي، لا سيما أنها تأتي ضمن سلسلة طويلة من الإجراءات التي شملت تغيير أسماء القرى والبلدات، وتداول واسع للعملة التركية، وتعديل المناهج الدراسية بما ينسجم مع توجهات النظام التركي لتتريك مناطق واسعة في سوريا.

التغيير الذي جرى في اسم المنشأة يعكس ببساطة حقيقة أن القرار السوري بات مرتهناً، وأن الشعب السوري هو الخاسر الأكبر في هذا الصراع على الأرض والرموز والهوية، ولا يمكن تفسير التصريحات التركية في الآونة الأخيرة بشأن سوريا، إلا من باب الوصاية التي تحاول أنقرة فرضها بكافة الأساليب.