من آل إبراهيم إلى آل عثمان، سلاما..

اللهم صلِّ على سيدنا إبراهيم و”آل سيدنا إبراهيم”..
كوني كغالبية المنحدرين من شعوب الشرق الأوسط من سلالة آل إبراهيم، هذه المقالة موجهة إلى آل عثمان!
أما وقد جاءت ردود الأفعال على الاتفاق الإبراهيمي (الأميركي الإماراتي الإسرائيلي) على شاكلة ما سبقته من اتفاقات السلام لدى بعض الناعقين، فلا بد من موقف إزاء مشغلي الأسطوانة المشروخة إياها التي دأب على تشغيلها المنافقون وأخص بالذكر سيء الذكر سلطان العثمانيين الجدد رجب طيب إردوغان.
هم سواء، سواء أكانوا على رأس دولة، دويلة، سلطة، جماعة أم عصابة، لكن المذكور أرذل الفقرة أعلاه، خرج كالمذعور المنذور لكل فعل ناقص، منذ تسلقه بانتهازية “الإخوانج” -المعروفة لدينا جميعا- أعالي كراسي “الباب العالي”! وحتى لا نهوي مع سجله، نبدأ فقط منذ توليه عمودية إسطنبول-الأستانة التي حولتها الهمجية العثمانية إلى ما هو أبعد ما يكون عن المنارة الرابضة على ملتقى الشرق والغرب في البوسفور.
أردوغان أرعد وأزبد بسحب السفير من أبو ظبي احتجاجا على ما رآه تطبيعا كان “فضيلته” عرابه مع إسرائيل -عربيا وإسلاميا لا بل وأوروبيا. أذكر في بريطانيا أيام الدراسة كيف كان السمسار “العصملي” يلعب بالبيضة والحجر ويلتف على قوانين مقاطعة ما تصدره المستوطنات الزراعية الإسرائيلية، عبر إعادة تصديرها بعد إعادة تغليفها حلالا زلالا على “المضحوك” على ذقونهم!
أما أزلام تركيا وإيران الذين جمعتهم الأصولية الوصولية في “التقية” بنسختيها الشيعية والسنية كحزب الله بجناحيه اللبناني والعراقي وحماسيستان في غزة، فقد تناسوا الحج الأردوغاني إلى حكومات إسرائيل كلها بما فيها الأكثر يمينا ويسارا كالراحلين آرائيل شارون وشمعون بيريس. ولأن المسألة في فقهه “فرض عين لا كفاية”، لم ينتدب السلطان أيا من حريم أو أزلام حكومته أو حزبه، وقام “قدّس سره” وحرمه المصون أمينة، بزيارة قبر الراحل بنيامين زئيف المعروف عالميا بثيودور هيرتزل مؤسس الحركة الصهيونية ومزار “ياد فاشيم” تخليدا لضحايا المحرقة اليهودية في القدس. هذه الهولوكوست التي يأسف لضحاياها العالم كله فيما ينكرها نظام “الولي الفقيه” في طهران، لكنه يتحالف معه بيد ويقاتل صنيعته في لبنان حزب الله عبر مناصرة النصرة والمتاجرة مع داعش وأخواتها من الأفاعي والحرابي الذي فرخها الجناح القطبي (سيد قطب) للتنظيم الأم للإرهاب “الإسلامي” في العالم كله.
عنترية السلطان العثماني تلقى صدىً إيرانيا على لسان الرئيس المعمّم حسن روحاني الذي يصفونه بالمعتدل تماما كما وصفوا إرهاب وعربدة “طبقه” العصملي أردوغان. روحاني “شن” هجوما كلاميا على الإمارات مهددا بـ “إعادة حسابات” بلاده معها في ضوء ما قد يترتب على الاتفاق الإبراهيمي الذي وصفه توماس فريدمان الصحافي الأميركي اليهودي الشهير بـ “الزلزال الجيوسياسي” الخاسر الأكبر فيه إيران التي تخشى من انكشاف أمرها في تحولها إلى دولة مواجهة، دولة من دول الطوق!
أفلا هدّأتما من روعكما يا أردوغان وروحاني وما بينكما وتحتكما من جزر سياسية ومربعات أمنية؟! الاتفاق الإبراهيمي، اتفاق سلام.. غير ذلك من مزاعم هي محض افتراءات لا يقال فيها سوى: سلاما..

الكاتب: بشار جرار

قد يعجبك ايضا