منظمة الصحة العالمية: مليون ونصف المليون عدد الإصابات بإعاقات دائمة
كشفت منظمةُ الصحةِ العالميةِ والمنظمةُ الدوليةُ للأشخاصِ ذوي الإعاقة، أن الصراعَ في سوريا، خلَّفَ مليوناً ونصفَ المليونِ مصاباً بإعاقاتٍ دائمة.
وأشارَ مديرُ العملياتِ بالمنظمةِ الدولية لذوي الإعاقة، فلورنس دونيس، إلى الحاجةِ لدراسةِ السُّبلِ التي يمكنُ من خلالها دعمُ السوريِّين المصابينَ بآثارٍ بدنيةٍ خلَّفَها الصراع.
الصراع في سوريا يكشف يوماً بعد يوم حجم المأساة التي تمرُّ بها البلادُ منذ ما يقاربُ السبعةَ أعوام.
قالت منظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للأشخاص ذوي الإعاقة، إن هناك ثلاثينَ ألفَ مصاب كل شهر، بسبب الصراع، وإن الحرب خلفت مليوناً ونصفَ المليون مصاب، بإعاقةٍ دائمة من أصل ثلاثةِ ملايين شخص أصيبوا منذ اندلاع الحرب. وقال المدير الإقليمي لبرنامج منظمة الصحة للطوارئ، ميشيل ثيرين، إن ثلث الضحايا هم من الأطفال.
تقرير المنظمة أشار إلى استخدام الأسلحة بمختلف أنواعها في المناطق السكنية، وارتفاع مستوى التلوث بالمتفجرات وتزايد أعداد الأشخاص الذين يحتاجون إلى خدمات التأهيل.
النظام الذي لم تتوقف آلته الحربية منذ بداية الأزمة يعجز عن تقديم الدعم المالي والصحي المباشر للجرحى والمصابين، بالرغم من زيادة ميزانية الدعم الاجتماعي.
نشاط الجمعيات الخيرية التي تعنى بالمصابين والجرحى شهد تراجعاً في مناطقَ سيطرة الفصائل المسلحة، جراء شح التمويل، والتكاليف المرتفعة التي يستلزمها العلاج، فتعويضات الأطراف الصناعية، بحسب المنظمة مرتفعة للغاية، حيث يتجاوز تكاليف تركيب طرف صناعي بدائي 1500 دولار، في حين يبلغ تركيب طرف صناعي ذكي، ستين ألف دولار.
تردي القطاع الطبي مشكلة أخرى، في عموم المناطق الواقعة تحت سيطرة الفصائل من حيث النقص الحاد في الكوادر المتخصصة والمستلزمات المتطورة، مما يحرم بعض المصابين من الشفاء، بل إن كثيراً من الإصابات البسيطة تتفاقم وتتحول إلى إعاقة دائمة، كبتر الأطراف، أو حصول تشوهات خطرة وشلل وتعطل وظائف حيوية وإصابات دماغية.
وبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية، فإن أقل من نصف المستشفيات والمرافق الصحية العامة في سوريا لا تزال تفتح أبوابها أمام المرضى، لكنها تفتقر لتجهيزات طبية كافية، ولفتت المنظمة إلى أن “القيود البالغة الشدة على إتاحة الرعاية الطبية”، تسببت في تحول الإصابات التي يعاني منها كثيرٌ من الناس إلى إعاقات دائمة.