منظمة الصحة العالمية تدعو لإخلاء مستشفى الشفاء وتعتبره “منطقة موت”
ليست الآمال والأحلام والطموحات إنما جراحاتهم، هي جل ما يحمله جرحى مستشفى الشفاء معهم، كي يلوذوا بأرواحهم التي أثقلها الموت أكثر من مرة قبل أن يجهز عليهم، فحتى الفرار من المستشفى بات مجازفة بعد حصاره واقتحامه من قبل القوات الإسرائيلية.
منظمة الصحة العالمية دعت إلى إخلاء مستشفى الشفاء أكبر مستشفيات قطاع غزة، معتبرة إياه “منطقة موت”، وذلك بعد اقتحامه من قبل الجيش الإسرائيلي وتأكيده على توسيع نطاق عملياته في المنطقة.
منظمة الصحة العالمية قالت إنها ترأست السبت فريقاً مشتركاً من الأمم المتحدة، يضم خبراء في الصحة العامة ومسؤولين لوجستيين وموظفين أمنيين من مجموعة من الوكالات، في مهمة قصيرة وصفتها بـ”شديدة الخطورة”إلى مستشفى الشفاء.
الفريق المشترك رأى بحسب منظمة الصحة مقبرة جماعية عند مدخل المستشفى، وقيل له إن أكثر من 80 شخصاً دفنوا هناك، فيما شددت المنظمة على أنها تعمل مع شركائها على وضع خطط عاجلة للإجلاء الفوري للمرضى المتبقين والموظفين وعائلاتهم، مشيرة إلى أنهم 291 مريضاً و25 عاملا صحيا، وموضحة أن آثار القصف وإطلاق النار كانت واضحة.
المنظمة شددت على أن بعثات إضافية سترسل خلال يوم إلى ثلاثة أيام بانتظار الحصول على ضمانات مرور آمن للمساعدة في نقل المرضى إلى مجمع ناصر الطبي والمستشفى الأوروبي في جنوب غزة رغم أنهما يعملان أصلاً بما يفوق طاقتهما.
ومن جهته قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طواقم إسعاف تابعة له تمكنت الأحد بالتنسيق من منظمة الصحة العالمية ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية من إجلاء 31 من الخدج في مستشفى الشفاء في غزة، تمهيدا لنقلهم إلى مستشفى الإمارات في رفح جنوب القطاع.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن 120 جريحاً بقوا مع الأطفال الخدج داخل المنشأة الطبية، وأكدت أنها على اتصال مع الصليب الأحمر بشأنهم.
وفي حين قدرت الصحة العالمية أن نحو 2300 شخص، ما زالوا عالقين في المجمع الطبي، فقد خرج مئات الأشخاص بينهم نساء وأطفال، السبت، سيرا على الأقدام، من هذا المجمع الطبي، ونزحوا جنوبا باتجاه شارع صلاح الدين، فيما شوهد نحو 15 جثة على الطريق، بعضها في مراحل متقدمة من التحلل، وفق ما أفادت فرانس برس.