منظمةُ العفوِ الدولية: النظامُ السوريّ مذنبٌ بارتكابِ جرائمِ حربٍ ضدّ الإنسانية

قالت منظمةُ العفوِ الدولية إن حصارَ النظامِ السوري للسكان المدنيين قبلَ التوصُّلِ إلى اتفاقاتٍ “مصالحة” مع المعارضةِ يشكّلُ جرائمَ حربٍ ضدّ الإنسانية.

في تقريرٍ حملَ عنوان “نرحل أو نموت” اتهمت منظمةُ العفوِ الدولية النظامَ السوري بارتكابِ جرائمِ حربٍ ضّدَّ الإنسانية، وقامت بتحليلِ أربعةِ اتفاقاتِ محلية، تقولُ المنظمةُ الحقوقية أنهُ قد سبقتها علمياتُ حصارٍ غيرٍ مشروعة وقصفٍ بهدفٍ إجبار المدنيينَ على تركِ منازلهم.

التقريرُ الذي شملَ عملياتِ الحصارِ والقتلِ غيرِ المشروع والترحيلِ الاجباري من قِبلِ قواتِ النظام، والتي تعدُّ بمثابةِ هجومٍ ممنهج واسعِ النطاق على المدنيينَ العُزل، مضيفاً أن النظامَ ومعهُ الفصائلُ المسلحة ولكن بدرجةٍ أقلَّ منهُ فرضت الحصارَ على مناطقَ سكنيةٍ وحرمت المدنيينَ من الحاجاتِ الأساسيةِ لهم، وذلك في انتهاكٍ صارخ للقانونِ الإنساني الدولي.

وركَّزَ التقريرُ على الحصارِ الذي شهدتهُ مناطقُ داريا ومضايا ومناطق شرق حلب وحي الوعر الحمصي من انتهاكاتٍ على يدِ النظام، والتي هي بمثابةِ جرائمِ حربٍ حقيقية ضدَّ الإنسانية، وكانت قد وثَّقت المنظمةُ عشرَ هجماتٍ للنظام في شرق حلب بينَ يوليو وديسمبر ألفين وستةَ عشر استهدفت خلالها أحياءً مأهولةً بالسكانِ وبعيدةً عن خطوطِ الجبهات العسكرية.

وذكر التقريرُ، أنهُ وعلى ذاتِ المنوال مارست الفصائلُ المسلحة نفسَ تكتيكاتِ النظام خلالَ محاصرتها لبلدتي كفريا والفوعة في إدلب، وقامت بارتكابِ جرائم، خلال هجماتها التي لم تُميز بين المدنيينَ والعسكريين، ووثَّقت ثمانُ هجماتٍ شنتها الجماعاتُ المسلحةُ في غرب حلب وشمالها بين أغسطس وتشرين الثاني العام الماضي، مستخدمةً أسلحةً يطلق عليها اسم “مدافع جهنم” ضدَّ المدنيين.

وأشارت المنظمةُ إلى اعتمادها في تقريرها على صورٍ ملتقطةٍ عبرَ الأقمارِ الصناعية وتسجيلاتِ فيديو، إلى جانبِ مقابلاتٍ مع 134 شخصاً من سكانِ المناطقِ التي جرت فيها هذهِ الانتهاكاتُ قام بها مسؤولون في الأمم المتحدة بين ابريل وسبتمبر من هذا العام.

وبدورها ناشدت منظمةُ العفو، المجتمع الدولي وطالبتهُ بضرورةِ العملِ على إحالة قضايا الانتهاكات في سوريا إلى المحكمةِ الجنائية الدولية، ومنحها حقَّ دخولٍ غير مشروطٍ للمحققين في انتهاكاتِ حقوق الإنسان كي لا يقومَ النظامُ بتقييدِ حركتهم وفرضِ رقابته على عملهم.

وكانت الفترة الممتدة بين آب 2016 وآذار 2017، قد شهدت ما يُعرفُ باتفاقاتِ المصالحة، والتي تمَّ التوصلُ إليها بين النظامِ والفصائلِ المسلحة تحتَ ضغطِ الحصار الذي فرضتهُ قواتُ النظام على تلكَ المناطقِ وهجماتِ النظام على المدنيينَ بدونِ تمييز.

 

قد يعجبك ايضا