ملامح حرب الـ14 شهرًا بين إسرائيل وحزب الله اللبناني
في الثامن من أكتوبر من عام ألفين وثلاثة وعشرين، بدأ حزب الله بإطلاق صواريخَ باتجاه شمال إسرائيل، فيما أسماها بـ”جبهة إسنادٍ” لدعم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، لتردَّ إسرائيل بغاراتٍ جويةٍ على مناطقَ حدوديةٍ جنوبي لبنان، ما أسفر عن نزوح عشرات الآلاف على جانبي الحدود، خوفاً من تصعيد القتال واتساع رقعة الاستهدافات بين الطرفين.
وبالتوازي مع الهدنة في غزة، في تشرين الثاني من العام ألفين وثلاثة وعشرين، توقفت الاستهدافات المتبادلة، لكن ذلك لم يستمرَّ طويلاً، حيث عادت المواجهات عبر الحدود، في الأول من كانون الأول الماضي، مع عدم تجديد الهدنة في غزة.
وفي كانون الثاني من العام الجاري، نفذت طائرةٌ مسيّرةٌ هجومًا استهدف نائب رئيس المكتب السياسي لحماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية في بيروت، وبعدها بأسبوعٍ اغتالت إسرائيلُ القيادي البارز في حزب الله وسام الطويل في جنوب لبنان، ليرد الحزب باستهداف قاعدةٍ عسكريةٍ شمال إسرائيل.
في التاسع من آذار الماضي، استهدف حزب الله قاعدةَ دفاعٍ جوي إسرائيلية في الجولان، فيما شنت بعد أيامٍ قليلةٍ إسرائيل هجمةً بطائراتٍ مسيّرة قرب مدينة صور، أسفرت عن مقتل القيادي في حماس هادي مصطفى.
وفي السابع والعشرين من تموز، قُتل اثنا عشر شخصًا من بينهم أطفال، في قرية مجدل شمس بالجولان، إثر هجومٍ صاروخي، واتهمت إسرائيلُ حزبَ الله بتنفيذ الهجوم وتوعّدت بالرد، فيما نفى الحزب مسؤوليته.
وفي الثلاثين من تموز، نفذت إسرائيل غارةً جويةً قرب بيروت، أسفرت عن مقتل القيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، الذي كان الشخصيةَ الأبرز في الحزب التي تستهدفها إسرائيل حتى ذلك الوقت.
وفي السابع عشر من أيلول، وجّهت إسرائيل ضربةً أقوى، بتنفيذ عملية تفجيرات أجهزةِ الاتصال (بيجر)، التي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثرَ من ثلاثة آلافِ شخص، أغلبهم من أعضاء حزب الله الذين يستخدمون تلك الأجهزة.
وبعدها بأيام، وبالتحديد في السابع والعشرين من أيلول، قتلت غارةٌ إسرائيليةٌ على العاصمة اللبنانية بيروت، الأمينَ العام لحزب الله حسن نصر الله، ثم بدأت في تشرين الأول الماضي، توغّلاً بريًا في لبنان.
بعد أسبوعٍ تقريباً من مقتل نصر الله، قتلت إسرائيل في الرابع من تشرين الأول الخليفةَ المفترض له، هاشم صفي الدين، إثر غارةٍ جوية.
ليردَّ حزبُ الله في التاسع عشر من تشرين الأول، باستهداف منزلِ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في قيسارية، بمسيّرةٍ تسببت في أضرارٍ طفيفة، دون إحداث إصاباتٍ أو قتلى.
وخلال تشرين الثاني الجاري، نشر الجيش الإسرائيلي، صورًا لجنوده على نهر الليطاني، جنوبي لبنان، وكانت هذه أولَ مرةٍ يصل فيها الجيش الإسرائيلي إلى تلك النقطة، منذ عام ألفين.
وخلال أربعة عشر شهرًا من القتال، قالت السلطات اللبنانية، إن ثلاثةَ آلافٍ وسبعَمئةٍ وثمانيةً وستين شخصاً على الأقل قُتلوا، فيما أُصيب خمسة عشر ألفاً وستُّمئةٍ وتسعةٌ وتسعون، في الغارات الإسرائيلية على لبنان، منذ أكتوبر ألفين وثلاثةٍ وعشرين.
وكشفت السلطات الإسرائيلية أن هجمات حزب الله، أسفرت عن مقتلِ خمسةٍ وأربعين مدنيًا في شمالي إسرائيل والجولان، كما قُتل ثلاثةٌ وسبعون جنديًا إسرائيلياً على الأقل، جنوبي لبنان في المعارك، واستهدافات حزب الله لشمالي إسرائيل والجولان.