مقتل 27 مدنياً جراء غارات روسية كثيفة على إدلب
تطرّقت صحيفة القدس العربي للقصف الذي يستهدف محافظة إدلب لليوم الثامن على التوالي، وتقول الصحيفة إن 27 مدنياً قتلوا بينهم عشرة أطفال جرّاء غارات روسية كثيفة استهدفت بلدات وقرى عدة في أرياف محافظة إدلب، وحصيلة القتلى هذه هي الأعلى منذ إقرار اتفاق خفض التصعيد في المحافظة، الذي تم التوصّل إليه في أيار/مايو بموجب محادثات أستانا برعاية كل من روسيا وإيران حليفتي النظام وتركيا الداعمة للمعارضة.
وقالت مصادر محلية لـ “القدس العربي”، إن الطيران الحربي الروسي واصل قصفه للعديد من مناطق ريف إدلب، ففي مدينة جسر الشغور قُتل ثمانية مدنيين وأُصيب آخرون بجروح، فضلاً عن أضرار مادية، في حين سقط تسعة مدنيين في بلدة معرشورين، عين الزرقا، بداما، الكفير، القنيطرة جنوب غرب إدلب.
وأكدت المصادر تعرّض مدن وبلدات سرمين، خان شيخون، الدار الكبيرة، حاس، كفرومة، سراقب، كفرسجنة، معرة حرمة، كفرنبل، الكفير، الهبيط، فركية، سرجة، لأكثر من سبعين غارة جوية خلّفت أكثر من سبعة وعشرين قتيلاً وعشرات الإصـابات والأضرار المادية الكبيرة في الممتلكات.
وفي ريف حلب الغربي فقد أعلن المجلس المحلي في مدينة الأتارب إيقاف الدوام المدرسي نتيجة القصف الروسي المكثف لقرى وبلدات في الشمال السوري، وقالت مصادر ميدانية لـ”القدس العربي”، إن المقاتلات الحربية الروسية شنّت غارات جوية مكثفة على مدينة الأتارب وبلدة أورم الكبرى في ريف حلب الغربي، تسببت في وقوع أضرار مادية كبيرة دون وقوع ضحايا في صفوف المدنيين.
وتتعرض محافظة إدلب منذ أسبوعين لغارات روسية وأخرى تابعة لقوات النظام، ردّاً على هجوم بدأته فصائل “هيئة تحرير الشام” في ريف محافظة حماة المجاورة، الذي يشكّل مع إدلب جزءاً رئيسياً من منطقة خفض التصعيد.
في حين نشرت صحيفة الوطن السورية خبراً بعنوان: لقاؤه مع أردوغان سيطلق إشارة البدء لعملية إدلب، وقالت الصحيفة أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” هاتف نظراءه المنخرطين في عملية أستانا، على حين تستعد تركيا لتوسيع عمليتها في شمال سوريا وسط رفض سوري قوي.
ويصل الرئيس الروسي، الأسبوع المقبل، إلى تركيا من أجل بلورة عملية إدلب، وبدأ “بوتين” اتصالاته أمس بنظيره الإيراني “حسن روحاني” حيث أعربا، بحسب بيان صادر عن الكرملين، عن استعدادهما لمواصلة بذل الجهود المشتركة لتحقيق تسوية الأزمة السورية، وخصوصاً عن طريق ضمان التعاون بين الدول الضامنة لعملية أستانا، روسيا، تركيا وإيران، وتحريك المحادثات السياسية تحت رعاية الأمم المتحدة في جنيف، وثمّن الرئيسان، بحسب البيان الصادر، نتائج الجولة السادسة من المحادثات حول سوريا في أستانا، وقبل كل شيء فيما يخص تشكيل مناطق “تخفيف التصعيد”.
وتابعت الصحيفة أن خطوة “هيئة تحرير الشام” بدا من شأنها أن تمتحن الاتفاق الروسي التركي الإيراني الأخير حول إدلب، وأن تؤدي إلى خلاف ما بين الدول الضامنة وخصوصاً أن وزير الخارجية التركي “مولود تشاووش أوغلو” أشار إلى أن قصفاً روسياً في الآونة الأخيرة في إدلب أسفر عن مقتل “مدنيين ومقاتلي معارضة معتدلين”، وإن لفت إلى أن الأمر سيطرح للنقاش عندما يزور الرئيس الروسي تركيا.