مقتطفات من المواضيع البارزة على صفحات الصحف العالمية والعربية
لاتزال الصحف العالمية والعربية تولّي اهتماماً بأزمة أقلية الروهينغا المسلمة في ميانمار، حيث دعت الصحف إلى تحرّك دولي لحمايتهم، وتحدثت عن ملف كوريا الشمالية وخطره على العالم، وكانت
وهذان الملفان من أبرز الموضوعات التي تناولتها الصحف العالمية، فضلاً عن انطلاق الحملات الدعائية للاستفتاء الذي ستجريه حكومة إقليم كردستان العراق.
البداية من بورما وأزمة الروهينغا المسلمة في ميانمار، حيث استهلت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية افتتاحيتها قائلة: “لم تكن قديسة، لكنها كانت قريبة جداً من ذلك. كانت “أونغ سان سوكي” ملهمةً للملايين حول العالم، وكان كفاحها رمزاً للمقاومة السلمية لحكم العسكر، ثم وبعد سنوات من القمع تخللها السجن في العزل الانفرادي، وصلت سان سوكي إلى الحكم.
وكان انتصارها لافتاً للانتباه، خاصة وأن ذلك الجزء من العالم شهد هزيمة الحركات الديمقراطية، وعودة السلطوية إليه.
لكل ذلك تعتبر الصحيفة سلوكها الحالي فيما يتعلق بمسؤولية قوى الأمن عن قمع مسلمي الروهينغا مخيباً للآمال.
وتتطرق الصحيفة إلى تقارير حقوق الإنسان عن تدمير قرية بكاملها وحرق 700 مبنى فيها، وعن التصعيد العسكري الأخير على إثر هجوم مسلحين من مسلمي الروهينغا على مراكز شرطة وقواعد عسكرية.
ومع أن سلطة “سان سوكي” لا تصل إلى الجيش ولا تستطيع وضع حد للعقوبات الجماعية في إقليم راخين، كما تقول الصحيفة، وبالرغم من أن الجميع يدركون أنها واقعة تحت ضغوط كبيرة من وجود نزاعات إثنية متعددة، لكن ما يزعج هو امتناعها حتى عن الإدانة الأخلاقية لما يحدث.
وتقول الصحيفة إن رئيس لجنة نوبل التي منحتها جائزة نوبل للسلام وصفها في حينه بأنها تجسيد “لسلطة من لا سلطة له”، إلا أنها بقيت تتفرج على مسلمي الروهينغا يطردون من البلاد وتحرق بيوتهم وتقتل مواشيهم.
ونطالع في الصحف العربية ومناشدتها المجتمعَ الدولي التحرك لحماية الروهينغا مما سمته “عمليات إبادة” بحقهم.
صحيفة “الأهرام” المصرية قالت في افتتاحيتها “عمليات الإبادة المنظمة التي يتعرض لها مسلمو الروهينغا في ميانمار “بورما” تستلزم وقفة دولية حاسمة، للعمل على إنهاء هذا المسلسل الدموي منذ فترة طويلة، وضمان حقهم في الحياة مثل باقي سكان بورما”.
وأضافت “لابد من تحرك فوري من جانب الدول الإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي لنقل القضية بأكملها رسمياً للأمم المتحدة والضغط لاتخاذ التدابير اللازمة لوقف المذابح بحق مسلمي الروهينغا”.
وفي “الشروق” الجزائرية، انتقد “رشيد ولد بوسيّافة” موقف الدول العربية والإسلامية، قائلاً إنها تقف “موقف المتفرج”، وطالب بتوفير الحماية للروهينغا عبر تدخل دولي تحت مظلة الأمم المتحدة.
وحذر “بوسيّافة” مما سماه “الانسياق وراء نداءات النفير”، قائلاً إنها “ستفتح أبواب الجحيم على ما تبقى من شعب الروهينغا”، واستشهد بما حدث في أفغانستان وفي سوريا وفي ليبيا “حيث فتحت الأبواب لكل الإيديولوجيات المتطرفة وتشكلت “مجتمعات مغلقة” من الإرهابيين تحولت مع الوقت إلى تهديد للعالم كله”.
وفي “الشرق الأوسط” اللندنية، قال سمير عطا الله إن ما يحدث هو “مجرد مجزرة أخرى للعرض أمام هذه الأسرة الدولية. ولن نشهد لها نهاية قبل أن يرحل آخر روهينغي من بلاد الزمرة العسكرية إلى بنغلاديش. مليون إنسان واقعون بين توحش التطهير العرقي المعلن، وبين بلادة مجتمع دولي خامل الضمير”.
وقال عطا الله “العالم أمام تطهير بلقاني آخر. لا شيء – وطبعاً لا أحد – سوف يوقف هندوس بورما عند حدهم في هذا التفظيع الوحشي”.
وأضاف “واضح أن الزمرة العسكرية تحاول تحقيق الحد الأقصى من التطهير، في حين الوضع الدولي مأخوذ بقضايا أخرى مثل كوريا الشمالية، والمراحل الأخيرة من حرب سوريا، وتصفية داعش النهائية في العراق، وأزمة قطر، وغيرها من الأحداث التي تحتكر العناوين الكبرى وجداول مجلس الأمن”.
وفي موضوع أخر، أكدت الصحف الأمريكية أن قطع الولايات المتحدة للعلاقات التجارية مع الدول التي تتعاون مع كوريا الشمالية يمكن أن يتسبب في كارثة اقتصادية للدول الناشئة وللولايات المتحدة أيضًا، وأوضحت أنه على الرغم من العقوبات الاقتصادية والإدانات الدولية، لا تزال كوريا الشمالية تمتلك علاقات تجارية مع مجموعة كبيرة من حلفاء الولايات المتحدة بما في ذلك البرازيل والمكسيك وألمانيا، وأشارت إلى أن الصين تعتبر حليفة لكوريا الشمالية وتمدها باحتياجاتها من الوقود والغذاء.
وقالت نيويورك تايمز أن إدارة ترامب تضغط على الصين وأعضاء مجلس الأمن الدولي الآخرين لقطع كل إمدادات النفط والوقود الآخر للبلاد، المحاولة التي تحدث عنها كبار مسئولي الإدارة الأمريكية كآخر أفضل فرصة لحل المواجهة مع كوريا الشمالية باستخدام العقوبات بدلاً من الوسائل العسكرية تأتي مع تصريحات مسئولين في كوريا الجنوبية أنهم يجدوا أدلة على أن بيونغ يانغ ربما تستعد لاختبار آخر لصاروخ باليستي عابر للقارات.
وننهي الجولة عن موضوع إقليم كردستان العراق، قال سامان سوراني في موقع “شفق نيوز” الكردي إن “جدلية التاريخ ترشدنا بأنه في النهاية سوف يكون الاستقلال قدَرَ الأوطان”.
وأشار إلى أن الاستفتاء “حدث تاريخي يمهّد لتأسيس دولة كردستانية لها كافة المقومات الأساسية. دولة تُبنى على أسس الفيدرالية والديمقراطية والمدنية والحرية والتعايش المشترك وفق إرادة شعب”.
وأعرب عن اعتقاده بأن استقلال كردستان “سيكون له أثر إيجابي على السلام والاستقرار الدولي والإنساني”.
وفي “الرأي” الكويتية، قال خيرالله خيرالله إنه “عندما يتبيّن بوضوح أن هناك عملية إعادة تشكيل للمنطقة، فليس أمام الأكراد في العراق سوى التمسّك بموعد الاستفتاء على الاستقلال”.
واعتبر أن هذا الاستفتاء سيكون “فرصة لتثبيت حقوقهم أكثر من إعلان الاستقلال نفسه”.
وأضاف أن “المهم بالنسبة للأكراد هو نجاح الاستفتاء، أما الاستقلال عن العراق فيمكن أن ينتظر، لا لشيء سوى لأن كلّ المؤشرات تدلّ على أن لا عراق موحّداً يمكن أن تقوم له قيامة بعد اليوم”.
قراءة: زوزان بركل