مفاوضات جدة.. نافذة أمل تتجدد لإنهاء صراع طال أمده
تُعاود مفاوضاتُ جدة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أعمالَها من جديد، برعايةٍ سعوديةٍ أمريكية، بعد انقطاعٍ استمر لأكثرَ من أربعة أشهر، إثر عدم التزام طرفي الصراع بوقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية للمدنيين.
بعد تعليق المحادثات مَطلع حزيران / يونيو الماضي، نتيجة الانتهاكات الجسيمة والمتكررة لوقف إطلاق النار المرتكبَة من قبل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عاد الطرفان لاستئناف المفاوضات في مدينة جدة، برعايةٍ سعوديةٍ أمريكية، للتركيز على وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات الإنسانية للمدنيين.
السعودية والولايات المتحدة والهيئة الحكومية للتنمية “إيغاد” بالإضافة للاتحاد الإفريقي، أعلنوا في بيانٍ مشتركٍ انطلاق المحادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مدينة جدة بالسعودية، وأكدوا من خلاله بأن المحادثات ستتناول إجراءاتِ بناء الثقة بين الطرفين وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، مُشددين على أن المحادثات لن تتناول أي قضايا ذات طبيعةٍ سياسية.
البيان المشترك أوضح أنه بعد موافقة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ستكون كلٌّ من السعودية والولايات المتحدة و”إيغاد” مع الاتحاد الإفريقي، الناطقَ الرسمي للمحادثات، وذلك لترسيخ قواعد السلوك الذي تم الاتفاق عليها من قبل الطرفين.
الخارجية الأمريكية رحبت بعودة استئناف المحادثات داعيةً طرفَي الصراع للتعامل معها بشكلٍ بنّاء، لإنشاء مسارٍ للخروج من الصراع عبر التفاوض واستكمال ما تم الاتفاق عليه سابقاً في إعلان جدة في أيار/مايو 2023.
بدورها رحبت بعثة “اليونيتامس” باستئناف المحادثات وقالت إنها ستواصل العمل مع الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية، لدعم جهود الوساطة الجارية، من أجل التوصل إلى حلٍّ سلميٍّ للصراع في السودان.
وأمام ذلك كله يعلق السودانيون آمالهم بأن تصل مفاوضات جدة لحلٍّ سلمي ينهي معاناتهم المستمرة منذ أكثر من ستة أشهر، على خلفية الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع والذي بدأ منتصف نيسان أبريل الماضي.