محاولات دمشق للنأي بنفسها عن جبهات القتال بين وكلاء إيران من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، باتت كما يرى مراقبون، الخيارَ الوحيد، مع عدم قدرة الأولى على فتح أي جبهةِ حربٍ ولو كلامية ضد تل أبيب، فيما يرى آخرون بأن الشراكة بين سوريا وإيران، لا تبدو بصحة جيدة، رغم سلسة اللقاءات الدبلوماسية الأخيرة، بين كبار مسؤولي البلدين.
أحدث الزيارات كانت لوزير الخارجية السوري بسام الصباع، الذي التقى نظيره الإيراني عباس عراقجي، في طهران يوم الثلاثاء الماضي، والتي تبدو في ظاهرها رداً على رسالة المرشد الإيراني علي خامنئي، التي أوصلها كبير مستشاريه على لاريجاني، للرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، فيما رجّحت مصادر أخرى، أنه من الممكن أن الصباغ سيشرف على عملية إعفاء الديون الإيرانية على سوريا.
ولم يمضِ سوى يومٍ واحد، على ختام زيارة لاريجاني، إلى سوريا، حتى بدأ وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده، زيارةً رسميةً إلى دمشق، التقى خلالها الرئيس السوري بشار الأسد وكبار القادة العسكريين والأمنيين، فيما تزامنت تلك الزيارات مع تكثيف تل أبيب لغاراتها الجوية، على مواقعَ للفصائل التابعة لإيران داخل الأراضي السورية، وسط حديث مراقبين، أن هناك محاولاتٍ غربيةً لتقليل النفوذ الإيراني في سوريا.
كما يرى مراقبون أن هناك محاولاتٍ روسيةً جادة، لتقليل وجود النفوذ الإيراني في سوريا، تتقاطع مع رغبتها في الاستئثار لنفسها بالنفوذ المطلق في البلاد، بالإضافة إلى التلميحات الأمريكية التي تريد من طهران فكَّ ارتباطِها بالفصائل التابعة لها في سوريا، ومن ضمنها حزب الله، في مقابل التوصل معها إلى صفقةٍ تُفرج عن بعض أموالها المجمدة، وتخفف بعض عقوباتها المفروضة عليها.
وفي وقتٍ تغيب التفاصيل لمضمون تلك “الرسائل”، يرى خبراء ومراقبون أن التحركات الإيرانية الأخيرة، فيما يتعلق بسوريا، لافتةٌ جداً ومن الواضح أنها ترتبط بـ” تسليم واستلام رسائل”، وخشية تطوراتٍ متسارعة، لاسيما أن الحكومة السورية ورئيسها بشار الأسد، باتوا تحت الضوء، مع تزايد الاتهامات الإسرائيلية بتزويد حزب الله اللبناني بالأسلحة عبر سوريا.