تتكرر فصول معاناة المدنيين في مناطق شمال وشرق سوريا مع كل غارة يُنفذها الاحتلال التركي هناك، حيث وقعت قصص مأساوية.. قصصٌ لم تكن مجرد أرقام، بل تجسيدٌ مؤلم للتكلفة الباهظة التي يدفع ثمنها المدنيون من لحمهم ودمهم، نتيجة الهجمات التركية التي تضرب بأفعالها القوانين الدولية والإنسانية عرضَ الحائط.
الجولة ربما الأخيرة من هجمات أنقرة على شمال وشرق سوريا، تركت إلى جانب الضحايا، أضراراً مادية كبيرة في مرافق البنية التحتية الحيوية، من منشآت نفط وغاز وكهرباء، متسببةً بخروجها عن الخدمة، ما انعكس سلباً على حياة السكان وحرمانهم من خدمات كثيرة، تُعَدُّ في هذا التوقيت أساسية، حيث بات فصل الشتاء على الأبواب.
لم تقف الأمورُ عند الأضرار المادية فحسب، بل كان للقصف التركي أثرٌ سلبيٌّ كبيرٌ على البنية الاقتصادية في المنطقة، ما شكل عبئاً ثقيلاً على المدنيين، في ظل الغلاء، الذي يعد أحد أكبر تداعيات الأزمة السورية.. غلاءٌ زاد الطين بِلَّةً بالنسبة للسكان.
هجماتٌ تركية متواصلة وصمت دولي مريب.. تتفاقم معهما المعاناة في شمال وشرق سوريا، فيما يتساءل السكان هناك، إلى متى سيواصل المجتمع الدولي أخذ دور المتفرج؟!