مع بوادر عقوبات مدمرة..أنقرة تخفف لهجتها

يبدو أن السلطات التركية أدركت أخيراً مدى خطورة تحدي الولايات المتحدة، التي كانت صارمة في وضع حد لأنقرة عند محاولتها تجاوز خطوط واشنطن الحمراء.

كان ذلك واضحا من خلال تراجع وتيرة التصريحات التركية، إذ قال وزير الخارجية، مولود تشاوش أوغلو يوم الجمعة، إنه لا بد أن تأخذ تركيا في الاعتبار مخاوف الحلف الأطلسي، وأقر أنه من الخطأ قول عكس ذلك.

وبينما تلوح بوادر عقوبات أميركية قد تكون مدمرة للاقتصاد التركي الذي يوشك على الانهيار، تسعى أنقرة إلى التوصل إلى حل لهذه المشكلة التي عقدت العلاقات مع واشنطن.

وحالياً تتجه آمال تركيا إلى تدخلٍ من الرئيس الأمريكي، لكن دونالد ترامب ليست لديه فرصة تذكر للتصدي لمنتقدي أنقرة الكثيرين في واشنطن.

وبحسب مراقبين فإنه حتى إذا حصلت تركيا على دعم ترامب فإنها لن تتمكن من الوصول إلى أرضية مشتركة.

أرضية، أصبحت معقدة بسبب التوتر على خلافات عدة منها تدخل تركيا العسكري في سوريا وتهديداتها المتكررة لشمال شرق سوريا، والعقوبات المفروضة على إيران، وغضب واشنطن من اعتقال أنقرة مواطنيها في القنصلية الأمريكية.

ولم تنس أمريكا كيف أن تركيا ضربت بعرض الحائط تحذيرات وزير خارجيتها مايك بومبيو والأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ الأمريكي، من أنها ستواجه عقوبات بسبب شراء الصواريخ إس-400 وأصرت على موقفها بإتمام الصفقة.

كل هذه الخلافات وغيرها لم تترك سوى القليل جداً من الداعمين لأردوغان في الكونغرس الأمريكي الذي قد يرد على أي إعفاء من جانب البيت الأبيض بتشريع منفصل يفرض عقوبات على أنقرة.

وذكرت وسائل إعلام أن فرضيات عدة مطروحة حاليا بينها عدم تشغيل تركيا لمنظومة “إس-400” بعد تسلمها أو نقلها إلى بلد ثالث.

وفي حل تم الاتفاق على هذا النحو، فماذا سيجني أردوغان من صفقة باهظة التكلفة على الاقتصاد التركي المتهالك أصلا، في حين تكون الصواريخ مجمدة أو في بلد آخر بحسب الفرضية.

قد يعجبك ايضا