معاهدات الغاز والطاقة بين روسيا وكردستان العراق
روشان خليل
في العام المنصرم قامت قطر و بشراكة Glencore بشراء 19.5% من أسهم شركة روسنيفت, حيث أن شركة روسنيفت هي شركةٌ مساهمة تعود 50% من أسهمها للحكومة الروسية.
في فبراير المنصرم, و خلال أسبوع النفط العالمي، قام رئيس حكومة إقليم كردستان العراق الفيدرالي، نيجيرفان برزاني بوضع أرضية لتوقيع عقدٍ مع شركة روسنيفت, وقد تم الاتّفاق النهائي على توقيع هذا العقد خلال المؤتمر الاقتصادي، الذي جرى في سان بطرسبورغ في 1-2 من الشهر الجاري. حيث قام برزاني بلقاء عدّة شخصياتٍ مهمّة خلال هذه الزيارة, فلاديمير بوتين, سيرغيي لافروف, وزير الطاقة الروسي, مدير غازبرومنيفت, وأيضاً بمدراء شركة روسنيفت.
و تقوم شركة غازبرومنيفت بتمثيل شركة روسنيفت في العراق و إقليم كردستان العراق, و هي تمتلك أربعة مشاريع في العراقـ، ثلاثة منها في كردستان العراق.
حيث تصل حصّة غازبرومنيفت في مشروعي شكال و حلبجة إلى80%, و في مشروع سرقاله 40%. أمّا المناطق التي تم الاتّفاق حولها مع روسنيفت فهي غرميان و شكال وسرقاله.
ومن أهم الاتّفاقيات الموقّعة مع إقليم كردستان العراق، استكشاف وتطوير خمسة حقول، وحزمة من الاتّفاقيات مع الإقليم في مجال النفط مع شركة “روسنفيت، وفي مجالات الخدمات اللوجستية وتطوير البنية التحتية وتجارة موارد الطاقة.
وخلال هذا اللقاء تم توقيع مسودة عقدٍ مؤلّفه من 200 صفحة مع شركة روسنيفت, مدّته 20 سنة, وتقّدر قيمته المالية بـ 3 مليار دولار, يمنح الشركة الصلاحيات اللازمة لإدارة واستثمار شبكات النفط الموجودة في كردستان العراق، ويقدر أن ترفع طاقتها الانتاجية الى 700 ألف-1000000 برميل يوميّاً, إضافةً إلى أن ثلثي ما سيتم تصديره عبر أنبوب النفط المار من كردستان العراق إلى ميناء جيهان في تركيا سيعود للشركة.
حيث ستقوم شركة روسنيفت بعمليات بيع النفط عن طريق شركات صغيرة تعمل تحت جناحها, إذ أنه من المتعارف عليه أن شركة روسنيفت لا تقوم بعمليات البيع و الشراء بنفسها مطلقاً, و من المتوقّع أن يتم نقل النفط عبر ميناء جيهان إلى المانيا، حيث توجد محطّات تكرير النفط التابعة لروسنيفت.
ومن المفترض أن يدخل العقد حيّز التنفيذ بعد 3 أشهر, حيث ستقوم الحكومة بدراسة العقد بشكلٍ معمّق إضافة الى استمرار المفاوضات للاتّفاق على حيثيات العقد خلال هذه المدّة.
إلا أن توقيع هذه الاتّفاقية لم يلقَ تأييد جميع الأطراف في كردستان العراق, اذ أبدت حركة غوران و ثلاثة أحزاب إسلامية عدم رضاهم بهذا المشروع، بقولهم أن حكومة أربيل قامت ببيع الإنبوب الكردي إلى روسيا.
لكن هذا الموقف لم يلقَ استجابة لدى نيجيرفان برزاني, فقد صرّح الأخير في مؤتمرٍ صحفي عقده فور عودته من روسيا بأن: هذا العقد لا يحتاج إلى موافقة البرلمان, و بأن صلاحيات توقيع العقود من هذا النوع، تعود لدائرة النفط و الغاز المؤلّفة من رئيس مجلس الوزراء, وزير الاقتصاد و وزير الثروات الباطنية.
ويعد إقليم كردستان سوقاً واعدةً للاستثمارات الأجنبية في مجال الطاقة، بحسب مسؤول “روس نفط”، إذ يمتلك الإقليم احتياطيات تقدّر بـ 45 مليار برميل من النفط، و5,7 تريليون متراَ مكعباً من الغاز، وجاءت تلك الاتّفاقيات استكمالاً لمذكرات تفاهم وقّعت بين الجانبين في فبراير/ شباط 2016 , على هامش مؤتمر “أسبوع البترول الدولي” في لندن.
جدير بالذكر أن روسنيفت قامت بتوقيع عدّة عقود مع الحكومة السورية في محيط تدمر و في مياه المتوسط قبالة الشواطئ السورية.