مطار تفتناز ثاني أكبر قاعدة عسكرية تركية في الشمال السوري
أكدت مصادر مقربة من “هيئة تحرير الشام”، صحة الأنباء التي تحدثت عن تسليم “جبهة النصرة” مطار تفتناز العسكري، ثاني أكبر قاعدة جوية للمروحيات في سوريا، لجيش الاحتلال التركي دون أي اشتباكات، حيث بدأ الجيش التركي بعد تمركزه في مطار تفتناز يتصرف بالمطار وكأنه “مطار عسكري تركي”.
ويبدو أن الاتراك يخططون لفرض سيطرتها على معسكر وادي الضيف، ومطار أبو الظهور العسكري في إدلب، فهذان الموقعان هما الهدف القادم لانتشار القوات التركية، وبالتالي يظهر سعي الأتراك لإقامة قواعد جوية دائمة لهم في الداخل السوري، وخصوصاً في منطقة إدلب وكذلك إيجاد معسكرات لتمركز قواتهم في مناطق استراتيجية، لتصبح قريبة من بؤر تعتبرها تركيا خطراً على أمنها القومي.
وفي تتمة للمخطط التركي الهادف لتقطيع اوصال المنطقة، وفرض واقع جديد يخدم مصالح الحكومة التركية، ذكرت صحيفة “يني شفق” إن القوات التركية تعمل على محاصرة منطقة “عفرين”، مشيرة إلى أن الأنظار اتجهت نحو “عفرين” بعد أن تمكن الجيش التركي من إنشاء أربعة عشر نقطة للمراقبة في مختلف مناطقِ إدلب، جميعها تتموضع في نقاط التماس مع حدود عفرين.
وتدعي الحكومة التركية أن هكذا عملية في “عفرين”، ذات أهمية استراتيجية لضمان الأمن القومي التركي، معتبرة أنه في حال نجاح الجيش التركي في السيطرة على عفرين فإن ذلك سيؤدي إلى إحباط مشروع إقامة أي كيان غير مرغوب فيه بمحاذاة حدودها.
“عفرين” أضحت اليوم ذات بعد استراتيجي مزدوج ، فكما يعتبرها الاتراك بؤرة خطر وقلاقل يخشى أن تتسبب في تفجير الأوضاع في الداخل التركي في أي لحظة ، فهي ايضا تعد منطقة قطع للتواصل الذي يجهد الاتراك على تحقيقه من خلال وصل مناطق انتشار مايسمى بفصائل درع الفرات التي تعمل بإمرة الأتراك في جيب جرابلس _ الباب ، مع محافظة ادلب التي انتشرت فيها وحدات الجيش التركي مؤخراً وتعتبرها حكومة أردوغان منطقة نفوذ لها وللنصرة.
ميدانيا: لازال القصف الجوي مستمرا على عموم مناطق محافظة ادلب، حيث نفذت طائرات النظام عدة غارات على قرى قصرعلي وعرفة والحزم بناحية الحمرا في ريف حماه الشرقي، كما ألقى الطيران النظام المروحي براميل متفجرة على أماكن في القرى ذاتها، مما أسفر عن سقوط جرحى أغلبهم في حالة حرجة، بالإضافة لوقوع أضرار مادية جسيمة في ممتلكات المدنيين، كما تشهد قرية المشيرفة بريف حماة الشمالي الشرقي، قصفا متبادلاً بين هيئة تحرير الشام وقوات النظام كما جددت قوات النظام قصفها لبلدة اللطامنة بريف حماة الشمالي.
واندلعت الاشتباكات من جديد بين هيئة تحرير الشام، وتنظيم “داعش” على محاور عدة في الريف الشمالي الشرقي لحماة، إثر محاولة عناصر التنظيم التقدم في المنطقة، بغية السيطرة على قرى كان قد خسرها خلال الأيام الفائتة، بعد هجوم معاكس قامت به”تحرير الشام” تمكنت من خلاله من استعادة السيطرة على تلك المناطق.
وذلك بعد انتقال عناصر التنظيم من منطقة وادي العذيب، مرورا بمناطق سيطرة قوات النظام الفاصلة بين منطقة عقيربات ومناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام” بريف حماة الشمالي الشرقي وريف إدلب الجنوبي الغربي، وكانت “تحرير الشام” قد اتهمت النظام بتوفير ممرات آمنة لتنظيم “داعش”، تمكّنه من الوصول إلى منطقة “الرهجان” بريف إدلب الجنوبي الغربي من خلال اتفاق سري بينهما.