مصير إدلب بات بيد الأطراف الدولية

مصير إدلب يُطبخ على نارٍ هادئة، عنوانٌ يتصدّر مقالاً للكاتب “إسماعيل جمال” في صحيفة القدس العربي، جاء في مقاله بأن إدلب باتت مركز الصراع في شمالي سوريا، وتشكل عبئاً كبيراً على تركيا، الحراك الذي بدأ بزيارة رئيس أركان الجيش الإيراني إلى أنقرة قبل أيام سوف يشهد زخماً أكبر مع زيارةٍ مرتقبة لوزير الدفاع الأمريكي وأخرى لوزير الدفاع الروسي، بالتزامن مع زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للأردن في لقاءاتٍ سوف تتركز بشكلٍ أساسي حول إدلب، إذ لا يستبعد مراقبون أن تكون المباحثات الحالية تضع اللمسات الأخيرة على مخطط عمليةٍ عسكرية دولية في المحافظة وسطَ مؤشراتٍ متزايدة على هذا الأمر.

ونشرت صحيفة العربي الجديد مقالاً بعنوان، سورية خياراتٌ صعبة لتحديد مصير إدلب، وقالت: على الرغم من القوى الإقليمية أو الدولية التي لها نفوذ شمالي سورية، لم تبدأ أي تحرّكٍ عسكري فعلي منذ تمدد “هيئة تحرير الشام” في إدلب، إلا أن بوادر تفاهمات بين القوى الإقليمية بدأت تظهر في الأيام القليلة الماضية، وأبرزها ما رشح عن مباحثات بين باقري وآكار في تركيا، إذ نشرت صحف مقربة من الحكومة في أنقرة منذ يومين، ما مفاده أن اجتماع باقري وآكار ركز بشكلٍ رئيسي على موضوع منطقة خفض التصعيد في منطقة إدلب، لمواجهة الخطط الأمريكية المحتملة للهجوم على المحافظة، بحجة مواجهة “جبهة النصرة”، وبالتعاون مع “وحدات حماية الشعب” الكردية. وبحسب صحيفة “يني شفق”، فإن خطةً تركية – إيرانية – روسية، تهدف إلى قطع الطريق أمام أي تحرّكٍ أمريكي في إدلب عبر “الوحدات” الكردية التي تدعمها واشنطن، بدأت تنضج، وتقضي بتحرّكٍ عسكري روسي – إيراني من الجهة الجنوبية لإدلب، بينما تتقدم القوات التركية من الشمال.

وقالت الصحيفة بأنه: تبرز في هذا السياق عُقدة أخرى في ما لو تأكدت الخطة المحتملة التي نشرتها صحيفة “يني شفق” التركية، وتتعلق بفصائل “الجيش السوري الحر”، و”حركة أحرار الشام”، إذ إن لهؤلاء تواجد في المنطقة التي ستكون ميداناً للعملية العسكرية المُحتملة، والتي تتحدث عن تقدم محتمل للقوات الروسية والإيرانية من جنوب محافظة إدلب، والتركية من شمالها. وهذا يعني أن القوات المتقدمة من الجنوب ستعبر أراضٍ ومناطق تسيطر عليها حالياً “حركة أحرار الشام” وفصائل من “الجيش الحر”، وهو ما يرسم تساؤلات كثيرة عن طريقة تعاطي هذه الفصائل السورية مع قوات حاربتها لسنوات، وسيكون التعامل معها بمثابة خسارة هذه الفصائل السورية للشرعية الشعبية التي قامت عليها.

وتطرقت صحف مقرّبة من الحكومة التركية عن الوضع في شمال سورية وقالت: ليس النهاية بتصريحات كبار المسؤولين الأتراك حول خيارات بلدهم للتعاطي مع الواقع الجديد في محافظة إدلب وما حولها من المناطق التي تسيطر عليها المعارضة السورية، وآخرهذه التصريحات التركية عندما اعتبر رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده هي التي تدفع ثمن عدم الاستقرار في مناطق سورية على حدودها، وذلك في معرض رده على سؤال أثناء مغادرته العاصمة التركية أنقرة في زيارة إلى سنغافورة، ويتعلق بما إذا كانت تركيا تعتزم شن عملية عسكرية في عفرين وإدلب، حيث قال يلدريم: “لأننا دولة جوار فهذا الأمر يمثّل تهديداً دائماً بالنسبة لنا، وإن بلادنا مستعدة لإعطاء الرد المناسب في الداخل والخارج لأي تهديد يستهدف أمن حدودنا، وأمن المواطنين، ويعرض ممتلكاتنا للخطر”.

وحول الصدمة الكبيرة التي خلّفها اغتيال 7 عناصر من الدفاع المدني ‏المعروف بـ”الخوذ البيضاء” في مدينة سرمين شرق إدلب، نشر موقع هاف بوست تقريراً لصحيفة التلغراف البريطانية حيث حاولت معرفة من يقف وراء هذه الجريمة التي هزت المجتمع السوري، والتقت قياداتٌ في “الخوذ البيضاء”، منهم حسام وزاز رئيس المجموعة في مدينة سرمين التي وقعت بها الجريمة.

روى “وزاز” ما رآه عندما دفع باب المركز الذي وقعت به الجريمة، قائلاً: “أول شيءٍ شاهدته هو الدم، كان في كل مكان، على الجدران وعلى الأرض وغارقاً في الفرش، وقُتِلَ معظم العمال السبعة بطلق ناري في الرأس. ووُجدت جثثهم بالغرفة الرئيسة للمركز، حيث يأخذ هؤلاء الشباب عادةً بضع ساعات من النوم بين مكالماتِ طلب الإنقاذ، ومنذ تأسيسها في عام 2014، أصبحت منظمة الخوذ البيضاء تمثل خدمات الطوارئ في العديد من مناطق المعارضة بسوريا، وكان الموت دوماً يُطارِد هؤلاء المتطوعين الذين كانوا يتسابقون -مع قليلٍ من التدريب والمعدات الأساسية فقط- كل يوم لمواقع الغارات الجوية أو حالات الطوارئ الأخرى؛ في محاولة لإنقاذ الأرواح”.

وكما التقت الصحيفة ضابطٌاً سابقاً بالجيش البريطاني “جيمس لي ميسورييه”، حيث قال: “إذا كنت من عمال (الخوذ البيضاء)، فهناك احتمالية 1 من 6 للموت أو الإصابة المغيّرة للحياة، وفرص الموت أو الإصابة بينهم أكبر بكثير من خطر الوفاة في الخنادق، وأكبر بكثير من الخطر الذي تتعرّض له قوات المارينز بالفلوجة، وأكبر بكثير من العراق وأفغانستان”.
 

قد يعجبك ايضا