اللقاء الأخير الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان في روسيا، والذي لف الغموض نتائجه بما يخص محافظة إدلب السورية، بدأت ضبابيتة تنقشع من خلال تحركات وفد عسكري تركي وإجراء استطلاع للطريق الدولي حلب اللاذقية.
متزعم أحد الفصائل المسلحة في إدلب، كشف عن قيام ضباط من قوات الاحتلال التركي والاستخبارات يرافقهم عدد من السيارات المجهزة عسكرياً تابعة للفصائل المدعومة تركياً، بجولة استطلاع لطريق حلب اللاذقية تمهيداً لفتحه.
القائد العسكري الذي رفض كشف اسمه قال لوكالة الأنباء الألمانية، إن زيارة الوفد العسكري التركي تأتي بعد أقل من 24 ساعة على اجتماع الرئيسين التركي والروسي في موسكو، لتنفيذ المطلب الروسي بفتح طريق دمشق حلب M5 وطريق حلب اللاذقية M4 الاستراتيجيين.
وما الصمت التركي بحسب مراقبين حيال استهداف محيط نقطة المراقبة التابعة للاحتلال التركي في شير مغار غربي حماة، إلا تكريس لوجود هكذا تفاهمات، والتي ستجعل من مزاعم التهديدات الجدية، مبرراً تركياً للانسحاب من النقاط المحاصرة في مورك وشير مغار، ونقلها إلى مناطق جديدة بريف إدلب الغربي.
حميميم: تركيا ستنشئ نقاط مراقبة جديدة بريف إدلب
وما يؤكد ذلك حديث للمتحدث باسم قاعدة حميميم العسكرية الروسية في سوريا، قال فيه إن تركيا وبالتنسيق مع القوات الروسية، ستقوم بإنشاء قواعد جديدة في مدينة أريحا ومدينة سراقب وجسر الشغور على أوتوستراد اللاذقية حلب في محافظة إدلب.
ما يعني أن النقاط الجديدة ستكون بديلة عن النقاط التي سيتم الانسحاب منها في مورك وشير مغار، بالتالي فإن أردوغان قد رضخ فعلياً لمطالب بوتين بتسليم الطرق الدولية للنظام، وما تقليص تواجد نقاط الاحتلال التركي في تلك المنطقة، إلا بداية لنهاية الدور التركي في سوريا.