مع فوز الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية التي شهدتها الولايات المتحدة يوم الثلاثاء الماضي، تتجه الأنظار إلى سوريا… وكيف سيتعامل ترامب الذي سبق له أن أمر بسحب القوات الأمريكية من مناطق سورية في العام ألفين وتسعة عشر، مع الملف السوري؟
وتعليقاً على ذلك استبعد العضو في الحزب الديمقراطي كالفين دارك، في حديثٍ لقناة الحرّة أن يقوم ترامب بسحب القوات الأمريكية من سوريا، مشيراً إلى أنّ هناك تجاربَ سابقة له بهذا الخصوص لكنها كانت مجرّد “كلامٍ” ولم تترجم إلى قراراتٍ، بحسب تعبيره.
ولم تكن المفارقات والتناقضات وحدها التي شابت سياسة ترامب تجاه سوريا فحسب، بل اتّسمت كذلك بصراعٍ طويل مع السياسات الأمريكية وأولوياتها في المنطقة؛ وكان هذا سبباً كافياً لتعميق الخلافات تجاه الأزمة السورية في تلك الفترة، وحتى غيرها لم تكن هناك أية أبعادٍ إستراتيجية لقرارات الإدارات الأمريكية المتعاقبة فيما يتعلّق بتلك الأزمة.
وبحسب مسؤولين أمريكيين فإن تراجع ترامب عن قراره القاضي بسحب قوات بلاده من شمال وشرق سوريا، كان نتيجة الضغط الكبير من قبل الساسة الأمريكيين الذين وجدوا ببقاء تلك القوات ضرورةً ملحّة، سيما بعد إدراكهم خطورة داعش، سواءٌ من جهة عناصره المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية والبالغ عددهم نحو 12 ألفاً، أو من جهة وجود عوائلهم في مخيمي الهول وروج شمال شرق سوريا.
محللون: الوقائع تُحتِّم على أمريكا التموضع في المنطقة وليس الانسحاب
ومع ذلك ذهب محللون إلى أنه لا أحد يستطيع أن يتكهّن بصورةٍ مطلقة بما يفكّر فيه الرئيس الأمريكي، لكن الوقائع على الأرض تُحتِّم على الساسة الأمريكيين إعادة التموضع بشكلٍ أكبر في منطقة الشرق الأوسط وليس الانسحاب، مشيرين في الوقت نفسه إلى أنه ليس من المعقول أن يقوم الرئيس الأمريكي بترك الساحة السورية لإيران وتركيا أو لروسيا، بعد أن تدارك خطأه وقال إنه وقع ضحية خداعٍ من قبل نظيره التركي رجب أردوغان عندما أمر بسحب قواته من منطقتين في شمال وشرق سوريا.
ويرى مراقبون أن إستراتيجية الاستقرار الإقليمي تتضمّن ضرورة وجود القوات الأمريكية في المنطقة لما لها من أهميةٍ في مكافحة داعش ولجم بعض الدول التي تَرقُبُ انسحاب تلك القوات لتحقيق مآربها في المنطقة في إشارةٍ إلى النظام التركي وإيران، محذرين مما قد يترتّب على انسحابها من مخاطرَ محتملة.. لا سيما مع ما يشهده الشرق الأوسط من توتّراتٍ ومشاحناتٍ قد تجرّ العالم لحربٍ لا يحمد عقباها.