مصادر تكشف عن خلافات عميقة تعرقل عمل اللجنة الدستورية السورية

في الوقت الذي يعقد فيه أعضاء اللجنة الدستورية السورية الجولة الثانية من اجتماعاتهم في جنيف، تظهر مؤشرات كثيرة تشي بخلافات ومعوّقات عميقة تنذر بفشلها.

مصادر في اللجنة المصغرة لقائمة المجتمع المدني أكدت أن الاجتماع لن يناقش أي مادة دستورية، قبل الاتفاق على أرضية مشتركة قالت إنها متمثلة بالثوابت الوطنية.

ومن الثوابت التي تتحدث عنها المصادر بحسب ما أوردته صحيفة الوطن المقربة من النظام السوري، إدانة الإرهاب والتطرف والعنف واعتبار كل من حمل سلاحا خارج سلطة الدولة السورية إرهابيا، والتأكيد على وحدة واستقلال وسيادة سوريا، بالإضافة إلى إدانة الاحتلال التركي والأمريكي.

كما تنص على إدانة أي وجود أجنبي خارج موافقة النظام السوري وتطالب بخروجه، بالإضافة إلى إلغاء العقوبات المفروضة على سوريا من قبل أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ما يعني إعادة إنتاج النظام السوري وشرعنته دستورياً، والاعتراف بأن كل ما قام به خلال ثماني سنوات من الحرب، يندرج في إطار شرعي عنوانه العريض، الحرب على الإرهاب، وهو أمر لا يمكن أن يتلاءم مع ما ترمي إليه الأطراف المناهضة للنظام أو القوى التي تقف خلفها.

بوغدانوف: تأجّل اجتماع أستانا بسبب اجتماعات الدستور السوري بجنيف

ويبدو أن روسيا التي طالما نافحت لإقرار اللجنة وإطلاق عملها على قاعدة تفاهمات سوتشي وأستانة، قد بدأت تتحسس بوادر فشلها، وذلك ما تشير إليه تصريحات نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، الذي أعلن تأجيل جولة مباحثات أستانا.

وأرجع بوغدانوف التأجيل إلى اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف، دون الإفصاح عن أن الخلافات حولها هي السبب، مبرراً ذلك بأن أعضاء اجتماعات اللجنة في جنيف هم أنفسهم الأعضاء الذين سيشاركون في أستانا من طرفي النظام والمعارضة.

لافروف: على مكتب بيدرسن تجنب التدخل في عمل “الدستورية” السورية

نذرٌ بدا وقعها أشد في تصريحات وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي حذر مكتب المبعوث الأممي إلى سوريا غير بيدرسن من مغبة التدخل في عمل اللجنة الدستورية، بالقول إن خطر التدخلات الخارجية وفرض حلول من الخارج على السوريين موجود، مطالباً الأمم المتحدة بوقف تلك المحاولات المزعومة.

لافروف بالغ في إظهار هواجسه من خلال اتهام أطراف لم يسمّها بالسعي لإفشال اللجنة الدستورية السورية، لتتخذ من تحركاتها المشبوهة بما فيها تصعيد التدخل بالقوّة في شؤون سوريا بهدف تغيير النظام وفق تعبيره.

إلى ذلك فإن السؤال الذي يتردد في مخيلة معظم المهتمين بالشأن السوري، ما الذي ينتظره السوريون من دستور يكتبه أشخاص تتقاسمهم تركيا التي تحتل معظم مناطق الشمال السوري وتهجّر أهاليه، وروسيا التي كانت مع إيران والنظام سبباً في قتل آلاف السوريين وتشريدهم.

قد يعجبك ايضا