مشاريع صغيرة بأفكار شبابية يستثمرها باعة متجولون في مساءات قامشلي شمال وشرق سوريا (خاص)
أشبهُ بمهرجانٍ للمشروبات والأطعمة سريعة التحضير، تغصُّ بها أرصفة الطرقات العامة، في مساءات وليالي مدينة قامشلي شمال شرق سوريا، إذ تتجاور فيها ألوان غزل البنات الوردية الفاقعة، مع ألوانِ الفاكهة الطازجة المحضّرة للعصائر، وهذه الموسيقى البصرية، تمتزج بروائح ذرةٍ مطهية، وبطاطا مقلية.
بتوازٍ واتّساق تخرجُ قطعُ البطاطا حلقاتٍ حلزونية، من هذه الأداة اليدوية، يرتبها علي ذو السبعة والعشرين عاماً، بأعوادٍ خشبيةٍ رفيعة، ليغمسها في زيت القلي، إلى أن تنضج، فيصفّيها من الزيت ويضيف إليها البهار والصلصات، حسب رغبة الزبون، وهكذا تصبح الوجبةُ الصغيرة جاهزةً للتقديم.
“إذا دقت علقت” بهذه العبارة التي تزيّن عربة العرانيس أو الذرة المطهية، يحاول يوسف اجتذاب الزبائن، يحضّر لهم صحن مقبلاتٍ من الليمون والجزر المقطع، ليضعها إلى جانب الذرة المُعدة مسبقاً من قبل والدته في المنزل، بينما يتكفل هو بتنكيهِ مذاقها.
برأس مالٍ بسيط، لجأ شبابٌ ضاق بهم الحال، بسبب ظروف المعيشة الصعبة التي فرضتها الحرب في البلاد، إلى مشاريعَ صغيرةٍ تنبض بروح الشباب اللاهثة للحياة، تحملها عرباتٌ متنقلةٌ مزينة بإضاءاتٍ ملونةٍ وقطع ديكورٍ بسيطة، تجذب المارة المتجولين الباحثين عن متنفس في الفضاءات الطلقة والشوارع العامة.