مساعٍ لضم عفرين إلى مناطق “خفض التصعيد”

يبدو أن قضية مقاطعة عفرين بأبعادها السياسية والعسكرية باتت تحتل واجهة القضايا في الشمال السوري، فبعد ما يزيد على خمس سنوات من القصف والحصار، الذي مارسته تركيا وكتائبها السورية ضدها، وابعادها عن جميع الاتفاقيات التي تجري بشأن خفض التوتر في المناطق السورية الملتهبة، عادت عفرين إلى الحضور خاصة بعد اللقاء الذي جمع القائد العام لوحدات حماية الشعب، سيبان حمو، ووزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، في النصف الأول من شهر أيلول/سبتمبر الجاري، حيث أشارت تقارير إعلامية غير رسمية عن قبول روسي مبدئي بالنظام الفيدرالي وضرورة الضغط على تركيا لوقف قصفها على مناطق عفرين، ويذكر أن اتفاقاً أُبرم في آذار/مارس الماضي بين القيادة الروسية ووحدات حماية الشعب يقضي بموجبها؛ إنشاء قاعدة روسية في عفرين.
وكان وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم، قال أمس الإثنين، “إننا مستعدون للحوار والنقاش في شكلٍ من الإدارة الذاتية التي يطرحونها… بعد القضاء على داعش”.
وفي هذا السياق، فقد ذكر تقرير لصحيفة الحياة اللندنية، نُشر اليوم الثلاثاء 26/9/2017، أن روسيا تبذل جهوداً ديبلوماسية من شأنها قطع الطريق أمام عملية عسكرية تركية مرتقبة ضد مدينة عفرين (شمال غربي سوريا)، والتي تديرها «وحدات حماية الشعب» حسب التقرير، وأشار التقرير أن رئيس الوزراء التركي قال، يوم أمس الإثنين، إن روسيا تبحث مع تركيا وإيران في إقامة منطقة «خفض توتر» في عفرين.
وكانت موسكو قد كثّفت اتصالاتها مع الأطراف السورية والإقليمية للبحث في التطورات السورية قبل زيارة مرتقبة، من المُزمع أن تكون يوم الخميس المقبل، للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تركيا، حيث ستكون سوريا والعراق إضافة إلى التطورات الكردية في شمال سوريا وإقليم كردستان محور اللقاء مع تركيا.
وكان الكرملين قد أعلن عن إجراء بوتين، أمس، اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس الإيراني، حسن روحاني، والتركي، رجب طيب أروغان. وقال الكرملين إن المحادثات مع روحاني اشتملت على «نقاش مفصّل لعدد من الملفات»، لكنها ركّزت على تطورات الوضع في سوريا على خلفية نتائج الجولة الأخيرة من أستانا، التي أسفرت عن اتفاقٍ لإنشاء أربع مناطق لـ «خفض التوتر».
وشغل ملف إقامة مناطق «خفض توتر» جديدة حيّزاً أساسيّاً خلال محادثات بوتين مع أروغان. واتّفق الرئيسان -وفق بيان الكرملين-على «مواصلة النقاش التفصيلي للوضع في سورية خلال اللقاء المرتقب للرئيسين»، واعتبرا أن نظام خفض التوتر «يمهّد الطريق لوقف الحرب الأهلية».
ونقلت وكالة «الأناضول» التركية عن بن علي يلدريم، أن «الأطراف الثلاثة تقوم بخطوات مشتركة». وقال يلدريم، إن أروغان سيتوجّه مع قائد الجيش التركي إلى إيران قريباً، وزاد: «لن ندخل حرباً شاملة بل سنتخذ تدابير أمنية على حدودنا».
وكانت صحيفة تركية قد كشفت، في أواخر حزيران الماضي، ونقلاً عن وزير الدفاع التركي السابق، فكري إيشيق، أن الجيش التركي أصبح جاهزاً لتنفيذ عمليةٍ بريّة ضد وحدات حماية الشعب في منطقة عفرين بشمال سوريا.
تجدر الإشارة في هذا السياق، إلى أن الدول الضامنة للهدنة في سوريا، وهي روسيا وتركيا وإيران، قد أعلنت في منتصف أيلول/سبتمبر، عن بدء عمل أربع مناطق لخفض التوتر – في جنوب غرب سوريا والغوطة الشرقية ومحافظة حمص ومحافظة إدلب، (إضافة إلى بعض المناطق التابعة لمحافظات حلب واللاذقية وحماة المجاورة).

قد يعجبك ايضا