مساعي أردوغان للتخلص من منافسه في الانتخابات الرئاسية المقبلة

“من يفوز برئاسة بلدية مدينة إسطنبول يفوز بتركيا” هذه العبارة كررها رئيس النظام التركي رجب أردوغان كثيراً قبل أن يخسر مرشح حزبه “العدالة والتنمية” الحاكم أمام مرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو بانتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، أكبر مدينة في البلاد عام ألفين وتسعة عشر.

وبعد الخسارة المذلة في بلدية إسطنبول التي سيطر عليها الحزب الحاكم لنحو خمسة وعشرين سنة، وفشل حزب العدالة والتنمية بهزيمة إمام أوغلو انتخابياً مرتين متتاليتين رغم قرار الإعادة، بدأ أردوغان بالتضييق على منافسه في الانتخابات القادمة بدعاوي قضائية، بهدف التخلص منه قبل الانتخابات الرئاسية المقررة في ألفين وثلاثة وعشرين، كما فعل سابقاً مع الرئيس المشترك لحزب الشعوب الديمقراطي المعارض صلاح الدين دميرتاش وأودعه في المعتقل بحجج واهية.

لكن الصحفي اللبناني المتخصص في العلاقات الدولية عماد الشدياق، يرى أن التخلص من إمام أوغلو باعتباره رئيس أكبر بلدية في البلاد ليس بالأمر السهل، وقد لا تكون المعركة القضائية في صالح أردوغان والحزب الحاكم.

وأكد الشدياق في تصريح خاص لقناة اليوم أن أردوغان يتخوف من إمام أوغلو في الانتخابات الرئاسية المقبلة، لما يشكله الأخير من خطر على مستقبل الحزب الحاكم ورئيسه الذي فقد الكثير من شعبيته، رغم الحملات القمعية والاعتقالات التعسفية التي طالت الآلاف من الأصوات المعارضة، خاصة بعد محاولة الانقلاب المزعوم عام ألفين وستة عشر.

ومؤخراً طلب المدعي العام التابع للنظام التركي عقوبة السجن لأكثر من أربع سنوات بحق إمام أوغلو لوصفه قرار أعضاء المجلس الأعلى الانتخابي بإبطال نتائج الانتخابات البلدية في ألفين وتسعة عشر بـِ “الغباء”.

كما تعرض رئيس بلدية إسطنبول لتحقيقات قضائية في شهر أيار/ مايو الماضي بحجة سلوكه غير المحترم من خلال وضع يديه خلف ظهره أثناء زيارة ضريح أحد سلاطين العثمانيين العام الماضي.

ويرى مراقبون أن أردوغان الذي وضع جميع مؤسسات النظام تحت سلطته الاستبدادية، بما فيه القضاء، مستعد لتخلص من أي شخصية معارضة قد تشكل خطراً عليه، ومن غير المستبعد أن يكون مصير إمام أوغلو الاعتقال للتخلص منه باعتباره من أقوى المنافسين وأشدهم لرئيس النظام في الانتخابات الرئاسية القادمة.

قد يعجبك ايضا