مراقبون : مؤشرات لتوتر تركي روسي حيال هجوم النظام في ريفي ادلب

جملةٌ من العواملِ أدت إلى تصاعدٍ في حدةِ التوترِ بين موسكو وأنقرة فيما يتعلقُ بالملف السوري، غضبٌ تركي من تَمددِ قواتِ النظام السورية والفصائل الموالية لها، في ريفي ادلب الشرقي والجنوبي وتلميحاتٌ روسية بوقوفِ أنقرة خلفَ استهدافِ أسرابٍ من طائراتِ الدرون لقاعدتها العسكرية حميميم في محافظة اللاذقية.
قامت الخارجية التركية باستدعاءِ القائم بأعمالِ السفارة الأميركية لبحث التطورات السورية، وسبق ذلك اتصالٌ أجراهُ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو بنظيرهِ الأردني أيمن الصفدي، في وقتٍ استدعت فيه وزارة الخارجية التركية كلاَّ من سفيري إيران وروسيا للتنديدِ بتقدُّمِ النظام في إدلب..
هذا التوتر بدوره دفع على ما يبدو وزيري خارجيةِ كل من روسيا وإيران سيرجي لافروف ومحمد جواد ظريف للاجتماعِ في موسكو لبحثِ التصعيد التركي الذي قد يتخذ ُأبعاداً أخرى بدأت مؤشراتها تطفو على السطح.
وأعلنت أنقرة أنها تعتزمُ استضافة لقاءٍ على مستوى وزراء الخارجية حولَ سوريا، مؤكدةً ضرورة اندماج عمليتي أستانة وسوتشي بشأن التسوية السورية مع عملية جنيف.
وفي خصوصِ مؤتمر سوتشي أعلن جاويش أوغلو، أن بلادهُ لن تقبل بمشاركةِ حزب الاتحاد الديمقراطي في هذا المؤتمر .
لكن روسيا تصرُّ على حضورِ الاتحاد الديمقراطي باعتبارهِ المكونَ السياسي الأبرز على الساحةِ السورية
وتُشكلُ مشاركةُ الاتحاد الديمقراطي في سوتشي سبباً ثانياً في التوترِ القائم بين تركيا وروسيا، إضافةً إلى عملية النظام في إدلب.

وصعد وزير الخارجية التركي خطابه على كلٍّ من إيران وروسيا وصرَّحَ بأنهُ ينبغي عليهما تحمُّلُ مسؤوليتهما في سوريا” وأضافَ “إذا كنتم دولاً ضامنة، والحالُ كذلك، فيجبُ وقفُ النظام، الأمرُ هناك لا يتعلقُ بمجرد هجومٍ جوي، النظام لديه نوايا أخرى وهو يتقدم في إدلب”.
ويستبعد مراقبون أن يفضي التصعيد التركي إلى تغييرٍ في الموقف الروسي حيال عملية إدلب، التي يبدو أنها لا تقتصر فقط على الأطراف الجنوبية والشرقية، وهو ما يجعل الأتراك في حالةٍ من “الهيستيريا” و تخوفٍ من سحب ورقة إدلب والتي تعتبر من آخرَ مناطقِ النفوذ التركية في الأرض السورية.

قد يعجبك ايضا